وهي الفرقةُ النّاجية: أهل السُّنّة والجماعة «وهُمْ مَنْ كَانَ مِثْل مَا كَانَ عَلَيْهِ
النبيُّ صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابُه».
وقد سأل سائلٌ في سُؤال طويل - وهو مِمَّنْ عاشرَ جماعةَ
التبليغِ فترةً طويلة ثُمّ وفَّقَهُ اللهُ فتركَهُم - وذكَرَ عنهم بعضَ ما يجري
مِنهم مِن طُرُق بِدْعيّة أثناءَ الخروج.
فأجاب الشيخُ - باركَ اللهُ في عُمره -: بسم الله الرحمن الرحيم: ما تفضّلتَ به في الحقيقة أنه بيانٌ شافٍ كافٍ، وأنتَ مُجرِّب، لا شكَّ أنّكَ جرّبتَ جماعةَ التبليغِ، وعرفْتَ حقيقتَهُم أكثرَ مِن الذي يسمعُ، ولم يخرجْ معهم، فالذي يتكلَّمُ عن خِبْرَة وعن معرفةٍ لا شكَّ أنه أدْرَى وأعرفُ مِن الذي يتكلَّمُ عن سماعٍ ووصْفٍ، والله تعالى يقول: ﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ﴾ [فاطر: 14]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿فَسَۡٔلۡ بِهِۦ خَبِيرٗا﴾ [الفرقان: 59]، ومِثلُك مِن إخوانك أيضًا مَن شاركُوهم، وخرَجُوا معهم، وفي الأخيرِ عرفُوا الخطأ في طريقتِهم؛ فتراجعوا، وبيَّنُوا للنَّاس أنَّ هذه الجماعةَ لا تصلُح للدعوةِ، ولا يصلحُ الخروج معهم، ومِنهم - من أشهرهم - فضيلةُ الشيخِ: سعد الحصين - جزاه الله خيرًا - فإنه كان في الأول مُتفانيًا معهم، وكان يدافع عنهم، لكن لمّا تبيّن له حقيقةُ أمرِهم دعاهُ دِينُه وإخلاصُه وعقيدتُه الصحيحةُ إلى الإنكار عليهم، وهذا هو الواجبُ، وغيرُه كثيرٌ وكثير ممّن كتبوا عنهم - مِمّن رافَقُوهم - وعَرَفُوا أحوالَهُم، ونحنُ مِن الأوَّلِ لسنا في شكٍّ مِن هذا الأمر، وكما قلت لكم في بداية هذه الجلسة: إنّ هذه - وللهِ الحمد - ليست بحاجةٍ إلى جماعة تأتي مِن هنا ومِن هناك من خارج البلاد، إنها بحاجة إلى أن تؤازِرَ هذه الدَّعوة الصحيحة التي نشأت فيها على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب،