ويشتّتُ جماعتَنا، ويفرِّقُ بينَ قُلوبِنا، وهذا التَّعادِي
الذي يحصُلُ بينَ الشَّبابِ الآنَ هُو بسببِ الانضمامِ إلى هذهِ الجماعاتِ،
والاغترارِ بها وترويجِ أفكارِها، فَادْعُوهُمْ إلى التمسُّكِ بالعقيدةِ الصحيحةِ
والمنهجِ الصحيحِ الذي يَدْعُو إلى اتّباعِ الكتابِ والسُّنةِ والمَنْهَجِ الَّذِي
سارَتْ عليهِ الدعوةُ الإصلاحيّةُ التي تبنَّتْها بلادُنا منذُ أكثرَ مِن مِائتَيْ
سنَةٍ المتمثلة بِدَعوةِ الإمامِ المُجدِّد شيخ الإسلام محمد بنِ عبد الوهّاب رحمه
الله هي دعوة ناجحة قامت عليها بلادُنا حتّى أقرّ الأعداءُ أنَّنا نعيشُ أرْقَى
أنواعِ الأمنِ والاستقرارِ والسَّلامة في العالمِ، فلِمَاذا نستبدِلُ هذه النعمة
بأفكار الآخرين التي ما نفعت في بلادِها، ولا كوَّنَت في بلادِها جماعة إصلاحية،
ولم تحوِّلْها مِن علمانيَّةٍ أو وثنِيَّةٍ أو قُبورِيَّةٍ إلى جماعة إسلاميَّة
صحيحة، هذا دليلٌ على عدمِ نجاحِها؛ فلِمَاذا نحنُ نعْجَب بها ونروِّجُ ونَدْعو
لها؟
السؤال: الأخْذُ بِمَناهِجَ
دعويَّةٍ مُستورَدةٍ وافدةٍ، هل لِذَلك أثَرٌ عَلى العقيدةِ، إذا علِمْنا ضَعْفَ
عقيدةِ المَتْبُوعين، أو ضَعْفَ عَقِيدَةِ الوَلاءِ والبَراءِ، أو عدَم التَّفرِيق
بيْنَ الفِرَقِ الضَّالَّة بمناهِجِهم عِند أولئك؟ وجزاكمُ الله خيرًا.
الجواب: الفيصلُ في هذا هو اتِّباعُ منهج الرُّسلِ، خصوصًا خاتَمَ الرُّسلِ محمدًا صلى الله عليه وسلم، وخاتَمُ الرُّسُلِ كان أوَّلَ ما يأمرُ بالتَّوحيدِ، ويُوصي دُعاتَهُ أنْ يَدعُوا أوَّلَ شيءٍ إلى التَّوحيد، ثم يأمرُ بعد ذلك بأوامرِ الدِّين مِن صلاةٍ وزكاةٍ وصيامٍ وحَجٍّ، قال صلى الله عليه وسلم لِمُعاذٍ: «فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وأنّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوكَ لِذَلِكَ فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ...» ([1]) إلى آخرِ الحديث،
([1]) أخرجه البخاري رقم (1458) ومسلم رقم (19).