فَلابدَّ مِن هذا المنهجِ. والمنهجُ في الإسلام واحدٌ، لا مَناهِجَ في الإسلامِ، قال تعالى: ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيمَ ٦صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ ٧﴾ [الفاتحة: 6، 7]، هذا منهج الإسلام، وهذه المناهج الأخرى، وقال سُبحانه: ﴿وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ﴾ [الأنعام: 153] ليسَ في الإسلام إلاَّ منهجٌ واحدٌ، منهجُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، الذي سارَ عليه السَّلفُ الصَّالحُ مِن الصَّحابةِ والتَّابعين ومَنْ جاءَ بعْدَهُم مِن الدُّعاة والمجدِّدين لدِينِ الله، منهج واحدٌ، لا انقسامَ فيهِ ولا اختلاف. وعلامةُ هذا المنهجِ أنَّ الذين عليه لا يختلِفُون، بل يكونونَ جماعةً واحدةً، لا يختلِفُون فيه كما قال تعالى: ﴿أَنۡ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُواْ فِيهِۚ﴾ [الشورى: 13]، بل يكونونَ مع الذين أنعمَ اللهُ عليهم من النبيِّين والصِّدِّيقينَ والشُّهداءِ والصَّالحينَ. وعلامة المناهج المُنحرفة وُجود الاختلافاتِ بين أهلِها، والعداوة بين أهلِها، والنِّزاع بين أهلِها، فهذا هو الفارِقُ. والواجبُ أن نكونَ على منهجٍ واحدٍ، منهجِ الكتابِ والسُّنَّةِ وسلفِ هذه الأمة، وهو المنهجُ الصَّحيحُ الذي يجب أن نسيرَ عليهِ في دعوتِنا إلى اللهِ، وفي عَمَلِنا، وفي جميعِ أمورِنا، لو أخَذْنا بهذا، لم يَحْصُلِ اختلافٌ، ولم يحصُلْ عداواتٌ، ولمْ يحصُلْ تَفَرُّقٌ، إنما يحصُلُ التَّفرُّقُ مِن مُخالفةِ هذا المنهجِ، والتماس مناهِجَ أخرى، هذا هو الذي يُوجِب التفَرُّقَ والاختلافَ، كما قال تعالى: ﴿وَّإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا هُمۡ فِي شِقَاقٖۖ﴾ [البقرة: 137].