على
النَّاس، بَلْ عليه أنْ يتثبَّتَ فيما يَبلُغُه، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ
قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ﴾ [الحجرات: 6] وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُوٓاْ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلَا
تَقُولُواْ لِمَنۡ أَلۡقَىٰٓ إِلَيۡكُمُ ٱلسَّلَٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنٗا تَبۡتَغُونَ
عَرَضَ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٞۚ كَذَٰلِكَ
كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ فَتَبَيَّنُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ
كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا﴾
[النساء: 94]، تبيَّنوا أي: تثبَّتوا مِمّا بلَغَكُم.
ثالثًا: ثُمّ إذا ثبتَ ما يَبلُغُه فعَلَيْهِ،
بِمُعالجته بالطُّرقِ الكَفِيلةِ بالإصلاحِ، لا بالطُّرُق المعنِّفة أو بالطّرقِ
المشوِّشَةِ، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم قالَ: «بَشِّرُوا وَلاَ تُنَفِّرُوا» ([1])
وقال: «إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُبَشِّرِينَ
لا مُنفِّرِينَ» ([2])
وقالَ صلى الله عليه وسلم لِبَعْضِ فُضَلاَءِ أصْحَابِهِ: «إِنَّ مِنْكُمْ لَمُنَفِّرِينَ، فَمَنْ أَمَّ النَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ،
فَإِنَّ وَرَاءَهُ الضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ الضَّعِيفَ» ([3])
وعلَى كُلِّ حالٍ، فالأمورُ تُعالَجُ بحِكْمَةٍ ورَوِيَّةٍ، ولا يصلحُ لِكُل أحدٍ
أن يتدخَّلَ في مجالٍ لا يُحسِنُ التّصرُّفَ فيه.
رابعًا: وكذلك مِنَ الضَّوابطِ أن يتزوَّدَ الإِنسَان مِنَ العِلم النّافعِ بِمُجالسة أهلِ العلم والاستماعِ لآرائِهم، وكذلك بقراءةِ كُتُب السّلفِ الصالح وسِيَر المُصْلِحين مِن سلفِ هذِه الأمة وعلمائِها، وكيفَ كانوا يُعالِجُونَ الأمورَ، وكيف كانوا يَعِظُونَ النَّاس، وكيْفَ كانُوا يَأمُرونَ بالمَعروفِ وينْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ، وكيفَ كانُوا يحْكُمون على الأشياءِ،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4341)، ومسلم رقم (1732).