وهذا مُدَوَّنٌ في سِيَرِهِم وفي تراجِمِهم وفي أخبارِهم وفي قصصِ
الماضينَ مِن أهلِ الخيرِ وأهلِ الصّلاحِ وأهلِ الصِّدقِ، ﴿لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ
لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ﴾
[يوسف: 111].
فالإِنسَان فرْدٌ مِن هذه الأمةِ. والأمةُ هي مَجموعُ
المسلمين مِن أولِ ظُهور الإسلام إلى قِيامِ السّاعةِ، هذا هو مجموعُ الأمة،
والمسلم يُراجِع سِيَرَ السَّلفِ الصَّالحِ، وأخبارَهم، وكيف كانوا يُعالِجُون
الأمورَ، وهدْيَهم في ذلك، حتَّى يَسِيرَ على نهجِهم، ولا ينظُر إلى أقوالِ المتسرِّعين
وأخبارِ الجهَلةِ الذين يُحمِّسون النَّاس على غيرِ بصيرةٍ.
كثيرٌ مِن الكُتَيِّباتِ اليومَ أو المحاضرات أو
المقالات تصدر عن جُهَلاء بأمورِ الشّرع، يُحمّسون النَّاس، ويأمرون النَّاس بِما
لم يأمرْهُم اللهُ به ولا رسوله، ولو كان هذا صادرًا عن حُسْنِ قصدٍ وحُسن نيَّةٍ،
فالعبرةُ ليست بالقصد والنيّة، العبرة بالصّواب، والحق هو ما وافقَ الكتابَ
والسُّنَّة بِفَهْمِ السّلفِ. أما النَّاس - ما عدا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم،
فإنهم يُخطِئون ويُصِيبون، فيُقبَلُ الصوابُ، ويُترَكُ الخطأ.
السؤال: يزعُمُ بعضُ النَّاس أنَّ
السلفيَّةَ تُعتبر جماعةً مِن الجماعات العاملةِ على السَّاحةِ، وحُكْمُها حُكْم
باقي الجماعات، فما هو تَفْنِيدكم لهذا الزَّعْمِ؟
الجواب: ذكَرْنَا أنَّ الجماعةَ السلفيّة هي التي على الحقِّ، وهي التي يجِبُ الانتماءُ إليها، والعمل معها والانتساب إليها، وما عداها مِن الجماعات يجب أن لا تعتبر من جماعات الدعوة؛ لأنها مُخالفة، وكيف نتَّبِعُ فِرْقةً مخالفة لجماعةِ أهل السُّنَّةِ وهدي السلفِ الصالح؟ فالقولُ: إِنَّ الجماعةَ السلفيةَ واحدةٌ مِن الجماعات الإسلامية هذا غلط،