فالجماعة السلفيّة هي الجماعةُ الأصلية التي يجب
اتباعُها والسيرُ على منهجِها والانضمامُ إليها، والجهادُ معَها، وما عَداها فإنه
لا يجوزُ للمسلمِ أنْ ينْضَمَّ إليهِ؛ لأنه مخالفٌ، وهل يرضَى الإِنسَان أنْ
ينضَمَّ إلى المخالفين؟ والرسولُ صلى الله عليه وسلم يقول «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ
المَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي» ([1])
وسُئِل عن الفِرْقَةِ النّاجِيَة، فقال: «مَا
أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([2])
هل يريدُ الإِنسَان النجاةَ، ويسْلُك غيْرَ طريقِها؟
تَرْجُو النجاةَ ولم تسْلُكْ
مسالِكَها **** إنّ السفينةَ لا تجري على اليبسِ
السؤال: هلِ السلفيةُ حزبٌ مِنَ الأحزابِ؟
وهل الانتسابُ لها مذمومٌ؟ ومَنْ هُم علماؤها؟
الجواب: السلفيةُ هي الفِرْقَةُ النَّاجِيَة هم أهلُ السُّنَّةِ والجَماعَةِ، ليستْ حِزْبًا من الأحزاب التي تُسَمَّى الآن أحزابًا، وإنّما هي حزبُ الله وجُنْدُه، وهم جماعةٌ على السُّنَّةِ وعلى الدِّينِ، هُم أهلُ السُّنَّة والدِّين قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ» ([3]) وقالَ صلى الله عليه وسلم «وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَّةُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إلاَّ وَاحِدَةً» قيل: من هي يا رسول الله؟ قال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» فالسلفيَّةُ: مَنْ كانَ على مَذْهبِ السلفِ على ما كان عليه الرسولُ صلى الله عليه وسلم وأصحابُه فهي ليست حزبًا من الأحزابِ العصرِيَّةِ، وإِنَّمَا هِيَ جماعةٌ قديمة مِن عهد الرسولِ صلى الله عليه وسلم متوارثةٌ مستمرّةٌ لا تزالُ على الحقِّ ظاهرةً إلى قيامِ الساعةِ كما أخْبَرَ صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4607)، الترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).