×

 السؤال: أرْجُو أنْ تُبَيِّنَ لنا القولَ في عُلماءِ المَدِينة، وأعْنِي بهم مَن يُدْعَوْنَ السَّلَفِيُّونَ، فهل هُم على صوابٍ فيما يَفْعلونَ؟ أَوْضِحْ لنا - يا شيخُ - الحقَّ في هذه المسألة.

الجواب: أنا أرِيدُ أن تَتْركونا من هذه الأشياءِ: تَعْيِين أهل المدينة وتعيين فُلان وفُلان، أنا بِوُدِّي أن تَتْرُكونا من تَعْيِين فلان وفلان، أهل المدينة - كما سمَّيْتُموهم - أنا ما أعرِفُ عنهم إلاَّ الخيْرَ، وأنَّهُم على عِلْم وصَلاح، وأنهم أرادُوا أن يُبيِّنُوا للنَّاس الأخطاءَ التي وقعَ فيها بعضُ المُؤلِّفين أو بعضُ الأشخاص من أجل النصيحةِ للنَّاس، وما كَذَبُوا على أحدٍ - كما ذكرت لكم - هم ينْقُلُونَ الكلام بِنَصِّهِ بالصفحةِ والجُزْءِ والسطْرِ، ارْجِعوا إلى ما نقَلُوه فإن كانُوا كاذِبينَ فبَيِّنُوهُ لَنا «جزاكم اللهُ خيرًا» نحنُ لا نرْضَى بالكَذِبِ، راجِعُوا كُتُبَهم انقدُوها، هاتُوا نقْلاً واحدًا كذَبُوا فيهِ، أو قصَّرُوا فيهِ، وأنا معَكُم على هذا. أمَّا أنَّنا نقُول للنَّاس اسكُتوا، واتْرُكُوا الباطِلَ، لا ترُدُّوا عليه، لا تُبَيِّنُوا هذا، ما هو بصحيح، هذا كِتمان. الله جل وعلا يقول: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ [آل عمران: 187] قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ [البقرة: 159].

نحْنُ نرَى الأخطاءَ، ونرَى الدِّعَاياتِ، ونسْكُت، ونَدَعُ النَّاس يَهِيمُون، هذا لا يجُوز، يجِبُ أنْ نُبيِّنَ الحقَّ مِنَ الباطلِ: رضِيَ مَن رضِيَ، وسَخِطَ مَن سَخِط. نحنُ مع أهلِ الحقّ سواء كانوا مِن أهل المدينة أو من أيِّ بلدٍ.


الشرح