×

 النَّاس، إنّما جاءَ؛ لِيُرْضِي َرَبَّهُ، وهو دَاعٍ ومُصْلِحٌ، ونفعَ الله بدعوتِه، ونشأت عليه أجيالٌ مِن المسلمين، عاشوا عليها وماتُوا، قامت عليها دولةٌ ودُوَل متواليةٌ، فهي دعوةٌ صالحة؛ لأنها دعوةٌ تتوَخّى دعوةَ الرّسُول صلى الله عليه وسلم فهو مُجدِّدٌ ومصلح، ولا نستَغْرِبُ مِنَ الكُفّار والمُنافقين والمُلْحِدين الذين يتكَلَّمُونَ في دعوةِ الشيخِ، تكَلَّمُوا في دعوةِ الرّسُول صلى الله عليه وسلم، تكلَّمُوا في دعوةِ الرُّسلِ كُلِّهِم، اتَّهمُوهم بأنهم يُريدون الرئاسةَ، وأنهم يريدون الكِبرياء في الأرض، وأنهم سَحَرَةٌ، وأنهم، وأنهم...كما ذكرَ اللهُ في القرآن؛ فلا نستَغْرِب أن يكونَ لهم ورَثَةٌ الآنَ، يكونُ لهؤلاءِ المُجرمين ورَثَةٌ، يغُصُّون بدعوةِ الخيرِ، ويذُمُّونَ دعوةَ الخيرِ؛ لأنّهم يريدونَ أن يُفْسِحوا المجال للشَّرِّ، ولكن وقفَتْ في طريقِهم هذه الدَّعوةُ وهذه الكتُبُ المفيدةُ، وقفَتْ في نُحُورِهم، حَجَر عَثْرَةٍ في نُحُورِهم؛ فهم لا يريدونها.

والأُمَمُ السابقةُ مِن الكُفّار تطيَّرُوا بالأنبياءِ، وقالوا: ما أصابنا الشَّرُّ إلاَّ بسببِ الأنبياءِ، نعمْ تطيَّرُوا بموسى عليه السلام، وقومُ ثمودَ تطيَّرُوا بصالحٍ عليه السلام وأصحابُ ياسين تطيَّرُوا بالرُّسل: ﴿قَالُوٓاْ إِنَّا تَطَيَّرۡنَا بِكُمۡۖ لَئِن لَّمۡ تَنتَهُواْ لَنَرۡجُمَنَّكُمۡ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٞ [يس: 18] ما معنى تطيَّرْنا بكم؟ يعني ما أصابنا الشَّرُّ إلاَّ بسبَبِكم، نفس الشيءِ، هؤلاءِ يقولون: ما أصابَنا الشَّرُّ إلاَّ بسببِ الدَّعوة، وبسبَبِ كُتُب التوحيد والعقيدة، هذا هو التَّطيُّر، تطيَّرُوا بمحمدٍ عليه الصلاة والسلام صَفْوةِ الخَلْقِ. اللهُ جل وعلا قال: ﴿وَإِن تُصِبۡهُمۡ سَيِّئَةٞ يَقُولُواْ هَٰذِهِۦ مِنۡ عِندِكَۚ [النساء: 78] يقولون للرَّسُول: هذه مِن عِندك وبسبَبِك، ما أصابتْنا السَّيِّئةُ إلاَّ بسببك يا محمد! هذا ما هو بغريبٍ في أنَّ الكفارَ والمنافقينَ والملاحدةَ يذُمُّون الشيخَ محمد بن عبد الوهَّاب،


الشرح