السؤال: فضيلةَ الشيخِ، إنِّي
أُحِبُّك في اللهِ وأسألُ اللهَ عز وجل أن يَجمعَنا وإياكَ في الجنَّة، وجميعَ
إخوانِنا المسلمين، وبعدُ -يا فضيلةَ الشيخِ- نرجو منك توجيهَ نصيحةٍ للشباب،
والسَّببُ أنَّ بينهم فجوةً كبيرةً وكلُّهم يقولُ إنَّه على حق، واللهُ يعلمُ مَن
مَعه الحَق، فنرجُو أن تُوجِّهوا الشبابَ أو تُوجِّهوا لهم نصيحةً في طلبِ العِلمِ
وكيفَ يَنهجُون خاصةً في بدايةِ تعلُّمِهم وفي بدايةِ طلبِهم للعلم؟
الجواب: بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم،
لا شكَّ أنَّ الشيطانَ لعنَه اللهُ يريدُ أنْ يُفرِّقَ بين المسلمين، وكذلك أعوانُ
الشيطانِ من بَني الإنسان، يُريدون أنْ يُفرِّقوا بينَ المسلمين، شبابِهم وشيبِهم،
هذا أمرٌ معروفٌ منذُ أنْ تعهَّدَ الشيطانُ بذلك حين قالَ ما ذكرَه اللهُ تعالى
عنه: ﴿قَالَ أَرَءَيۡتَكَ
هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ﴾
[الإسراء: 62] يعني آدم عليه السلام، ﴿قَالَ أَرَءَيۡتَكَ هَٰذَا ٱلَّذِي كَرَّمۡتَ عَلَيَّ لَئِنۡ
أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُۥٓ إِلَّا
قَلِيلٗا ٦٢قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمۡ
جَزَآءٗ مَّوۡفُورٗا ٦٣وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ وَأَجۡلِبۡ
عَلَيۡهِم بِخَيۡلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡوَٰلِ وَٱلۡأَوۡلَٰدِ
وَعِدۡهُمۡۚ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ إِلَّا غُرُورًا ٦٤إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ
لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا ٦٥﴾ [الإسراء: 62- 65].
هذه مهنةُ الشيطان، ولا يُقاوِم الشيطانَ وأعوانَ الشيطانِ إلاَّ الرجوعُ إلى كِتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، والعملُ بذلك، ثم الرجوعُ إلى أهلِ العلمِ والبصيرةِ بالتعلُّم منهم ومشاورتِهم ومُنَاصَحتِهم، ثم الحذَرُ من الدَّسائس التي تَتخلَّلُ المجتمعَ من هُنا وهُناك على أيدِي دُعاةِ السُّوءِ الذين يُريدون أنْ يُفرِّقوا هذا المجتمع؛ لأنَّ هذا المجتمعَ في هذه البلادِ -وللهِ الحمدُ- ما زالَ بخير، ما زال هذا المجتمعُ بخيرٍ يَمتازُ به على