×

 سائرِ النَّاس في البُلدانِ الأخرى، يَحكُمُ فيه شَرعُ اللهِ سبحانه وتعالى، ولا نتَّهِمُ -وللهِ الحمدُ- وِلاَيةً مسلمةً مؤمنة، لا نقولُ إنَّها كاملةٌ في كلِّ شيء، لكن هي مسلمةٌ وللهِ الحمد، وإن كان عندَها نَقْص، كذلك هذا المجتمعُ في العقيدةِ على عقيدةِ التوحيد، ليس في البِلادِ قِبابٌ أو أضْرِحةٌ تُعبَدُ من دونِ الله، ليسَ فيها مَزَاراتٌ شِرْكيَّةٌ كمَا في البلادِ الأخرى.

وبلادُ الحَرمين الشَّريفين، تزخَرُ بالأمنِ والاستقرارِ نأمَنُ على أنفسِنا وعلى أموالِنا، وعلى أولادِنا، بينما البلادُ الأخرى على تخوُّف، فكِّروا -يا عبادَ اللهِ- بهذه النِّعمة، والنعمةُ تَستَوْجبُ الشُّكر، إنْ لمْ تُشْكَرْ فإنها تَزول ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ [إبراهيم: 7] فعلى شبابِ المسلمين أنْ يَتذكَّروا هذه النِّعمة، وأن يَسْعوا في بَقائِها وإصلاحِ ما يحصُلُ فيها من خَللٍ بالطُّرُقِ الصَّحيحة، وعليهم أن يَحْذَروا كلَّ الحَذَرِ من المُفْسِدين، الذين يتَّسِمون باسمِ الدَّعوةِ وباسمِ الإسلامِ وهم يَنشرُون العداوةَ والأحقادَ بين المسلمين، ويتَصَيَّدون في الماءِ العَكِر ويتَلمَّسُون الزَّلاتِ البسيطة ويُكبِّرونَها حتى يجعلُوها كأنَّها جرائمُ ليسَ لها علاج، وليسَ لها إصلاح، وأنَّها كفر، وأنَّها وأنها، علينا أنْ نحذرَ من هذا النَّوعِ من النَّاس وإن تلَبَّسُوا باسمِ الإسلامِ أو باسمِ الدُّعاة؛ لأنَّ الداعيةَ من صفاتِه الإخلاصُ والسعيُ بالإصلاح، والسَّعْيُ بإزالةِ الفُرْقة، والدَّعوةُ التي تُفرِّقُ النَّاس وتُشَتِّتهم هذه دعوةٌ إلى الفِتنة، أمَّا الدَّعوةُ إلى الاجتماع، والدَّعوةُ إلى الائتلافِ بين المسلمين، والدَّعوةُ إلى إصلاحِ الخَللِ هذه هي الدَّعوةُ الصحيحة، أمَّا الذي يَنشُرُ المَخَازي، وأمَّا الذي يُقنِّطُ النَّاس من الإصلاحِ فهذا داعيةُ سُوء، علينا أنْ نحذَرَ من أمثالِ هؤلاء،


الشرح