×

 هذا هو سببُ الفِتنة، وسببُ الَّتحريشِ وسببُ الذي حصَلَ بين الشبابِ هو هذا، فعلَينا أنْ نحْذَرَ من هذا وأنْ نعودَ إلى رُشْدِنا وأنْ نتذكَّرَ نعمةَ اللهِ علينا، وأنْ نُقبِلَ على تعلُّمِ العلمِ النافع، وأنْ نُزيلَ ما بيننا من الاختلافِ بالرجوعِ إلى كِتابِ اللهِ وسُنَّةِ رسولِه ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ [النساء: 59] وفي الحديث: «إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا، أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلاَّهُ اللهُ أَمْرَكُمْ» ([1]) هذا هو التوجيهُ النَّبوي الشريفُ عليْنا أنْ نعملَ به وأنْ نُحَقِّقَه وأنْ نُطبِّقَه على أنفسِنا وعلى غيرِنا وبهذا تزول هذه الغُمَّة إنْ شاء اللهُ تعالى.

السؤال: لماذا التحذيرُ من أهلِ البدعِ والأُمَّة تُصَارِع العداوةَ مع اليهودِ والنَّصارى وجزاكم اللهُ خيرًا؟

الجواب: لا يمكنُ للمسلمين أن يقاوموا اليهودَ والنَّصارى إلاَّ إذا قاوموا البدعَ التي بينَهم، يعالجون أمرَهم هم أولاً؛ حتى ينتَصروا على اليهودِ والنَّصارى أمَّا ما دامَ المسلمون مُضَيِّعين لدينِهم، ومُرْتكبين للبِدعِ والمُحَرَّماتِ، ومُقصِّرين في امتثالِ شرعِ اللهِ فلن يَنتَصروا على اليهودِ ولا على النصارى، وإنَّما سُلِّط هؤلاء عليهم بسببِ تقصِيرِهم في دينِهم فيجِبُ تطهيرُ المجتمعِ من البِدعِ وتطهيرُه من المُنكرَات، ويجِبُ امتثالُ أوامرِ اللهِ وأوامرِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم قبلَ أن نُحارِبَ اليهودَ والنَّصارى.


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (8785)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (7399).