×

 السؤال: هل من نصيحةٍ تُناصِح بها الشبابَ عند الفتن؟

الجواب: نُوصِي الشبابَ وغيرَهم بما أَوصَى به الرسولُ صلى الله عليه وسلم عندَ الفِتنِ. أَوصَى الرسولُ صلى الله عليه وسلم بالتَّمسُّكِ بالقرآنِ والسُّنةِ، ولُزومِ جماعةِ المُسْلمين وإمامِ المسلمين، هذا الذي أَوصَى به الرسولُ صلى الله عليه وسلم عند حُدوثِ الفِتن، قال صلى الله عليه وسلم لمَّا وعَظَ أصحابَه موعظةً بليغةً وجِلَتْ منها القلوبُ وذرَفَتْ فيها العيون قالوا كأنَّها موعظةُ مودِّعٍ فَأوْصِنَا قال: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([1]) فأوصَى بأمرين:

الأمر الأول: بلُزومِ الجماعةِ في قولِه صلى الله عليه وسلم: «عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ» أي السمع والطاعة لوُلاَةِ الأُمورِ؛ لأنَّ هذا يحصُلُ به الاجتماع.

الأمر الثاني: الاعتصامِ بالكِتابِ والسُّنة، ولمَّا أخبَرَ صلى الله عليه وسلم في حديثٍ آخَر عن تعَاظُمِ الفِتنِ في آخرِ الزَّمانِ قالوا: «يا رسولَ الله: مَا الْمَخْرَجُ مِنْ هَذِهِ الْفِتَنِ أَو مَا النَّجَاةُ ؟» قال صلى الله عليه وسلم: «كِتَابُ اللهِ» ([2]) كتاب الله هو المنقِذُ من الفتنِ في آخِرِ الزمانِ بأنْ يتمسَّكَ به الإنسان، ويعملُ به مع سُنَّةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم، الرسول صلى الله عليه وسلم حثَّنا عندَ حدوثِ الفتنِ على لُزومِ الجماعةِ جماعةِ المسلمين وعدمِ الافتراقِ عنهم، والتَّمسُّكِ بالكِتابِ والتَّمسُّكِ بالسُّنة، هذا هو سبيلُ النَّجاةِ عندَ الفِتنِ ولا سبيلَ غير ذلك أبدًا.


الشرح

([1])  أخرجه أبو داود رقم (4607) والترمذي رقم (2676) وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17144).

([2])  أخرجه: الترمذي (2906)، والدارمي رقم (3332).