السؤال: ما حُكمُ قولِ بعضِ خُطباءِ
المساجدِ في نهايةِ الخُطبة: اللهُم عليكَ باليهودِ ومن هاودَهم. ألاَّ يدخُل في
ذلك النَّبي صلى الله عليه وسلم ؟ لأنه قد هاوَد اليهودَ ووادعَهم، فهل هذا
اعتداءٌ في الدعاء؟
الجواب: نعم: «هاودهم» معناها المصالحة، واليهودُ يجوزُ الصلحُ معهم، إذا كان فيه
مصلحةٌ للمسلمين، كما صالَحَهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في المدينة ([1])،
وكما صالح قريشًا في الحديبية ([2])؛
الصلحُ مع الكُفَّارِ إذا كان من مصلحةِ المسلمين فإنَّ الكفارَ يُصالَحون لأجْلِ
مصلحةِ المسلمين، هذا هو الحَق.
السؤال: هل الدعاءُ على اليهودِ
والنَّصارى على العمومِ بالهَلاك وغيرِه جائزٌ أم لا بُدَّ من التَّقْييد؟
الجواب: ندعو على من اعتدى وظلم
وتعدَّى على المسلمين من اليهودِ والنصارى وغيرِهم.
السؤال: ذَكرَ بعضُ الإخوانِ عن
فضيلتِكم أنَّه لا يجوزُ الدعاءُ على اليهودِ وخاصةً إذا كان ذلك بصفةٍ عامة،
فأرجو إيضاحَ ذلك؟
الجواب: هذه عادةُ بعضِ النَّاس أن
يبتُرَ الكلامَ ويأخذَه ويقولَ قال فلان كذا. هذا سؤالٌ جاء في إحدى الليالي: هل
يجوزُ الدعاءُ بإهْلاَكِ الكفارِ كلِّهم، إهلاكِ اليهودِ وإهلاكِ الكفارِ كُلِّهم
ولا يَبقَى على الأرضِ منهم أحد؟
فقلت: يُدعى على من اعْتدَى منهم وظلمَ المسلمين أمَّا الدعاءُ عليهم بالهلاكِ جميعًا ولا يَبقَى منهم كافر، اللهُ جل وعلا حكيمٌ عليمٌ يقدِرُ أن
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4028)، ومسلم رقم (1766).