السؤال: ما هو منهجُ السَّلفِ الصالحِ في
النقدِ العِلمي لمَن أخطأَ في شيءٍ، هلْ بالموازنةِ بينَ ما في المَنقودِ من خيرٍ
وشَر أم يكونُ ذلك بعرْضِ ما أخطَأَ فيه؟
الجواب: هذا فيه تفصيل: إذا
كان المردودُ عليه من أهلِ البِدعِ ومن أهلِ الضَّلالِ فهذا يُذكَرُ ما عندَه من
الشَّرِّ ويُحذَّر منه، أما ذكرُ حسناتِه فهذا فيه مَفسدةٌ لأنَّ هذا يحمِلُ
السَّامعَ أو القارئَ على إحسانِ الظنِّ به وهو مُبتدِعٌ أو مُضلِّلٌ، فهذا لا
تُذْكَرُ حسناتُه وإنما يُذكَرُ انحرافُه ليُحذرَ منه، أمَّا إذا كان المردودُ
عليه من أهلِ الخيرِ ومن أهلِ العلمِ ولكن حصَلَ عندَه خطأٌ في الاجتهادِ في
المسائلِ الفقهيةِ أخطأَ في الاجتهادِ في الحُكمِ على شيءٍ أنه حلالٌ أو أنه حرام،
فهذا تُذكَرُ حسناتُه لأنه ليس عندَه انحرافٌ ولا سُوءُ عقيدةٍ ولا بدعةٌ لكنَّه
أخطأ في مسألةٍ فرعيةٍ فهذا يُذكَرُ ما له من الحسناتِ ويُعتدَلُ فيه لئلاَّ
يظُنُّ السامعُ أو القارئُ أنَّ هذا ضَالٌّ أو مُضِل حينما لا يُذكَرُ ما له من
الحسناتِ فالحاصلُ أنَّ هذا الأمرَ فيه تفصيل.
السؤال: كيف يُمكنُ تعاملُ الشبابِ
مع المبتدعين وأصحابِ الأفكارِ الهدَّامةِ والعقائدِ الضَّالة؟
الجواب: الشبابُ يتجنَّبونَ المبتدعين وأصحابَ المناهجِ الهَدَّامةِ والأفكارِ الضَّالةِ يَبتعدُون عنهم وعن كُتبِهم ويَلتزمُون أهلَ العلمِ والبصيرةِ وأهلِ العقيدةِ السليمةِ ويتلقَّون العلمَ عنهم ويُجالسُونَهم ويَسألُونهم، أمَّا أصحابُ البِدعِ والأفكارِ الهدَّامةِ فيجِبُ على الشبابِ الابتعادُ عنهم لأنَّهم يُسيئُون إليهم ويَغرسُون فيهم العقائدَ الفاسدةَ والبدعَ والخُرافات، والمُعلمُ له أثرُه على المُتعلِّم، فالمعلمُ الضَّالُ ينحرفُ بالشَّبابِ والطَّلبة، والمعلمُ المستقيمُ يستقيمُ على يدِه الطلبةُ والشباب.