×

السؤال: تعلمون فضيلةَ الشيخِ أنَّنا في هذه البلادِ -وللهِ الحمدُ- ندرسُ عقيدةَ السَّلفِ الصالحِ منذُ نُعومةِ أظفارِنا ويُذكِّرُنا بها العلماءُ بينَ الحِينِ والآخرِ فهلْ يكونُ الخلافُ في الطُّرقِ الاجتهاديةِ لتبليغِ الكِتابِ والسُّنة للنَّاس مبررًا للموالاةِ والمُعَاداةِ في هذا الأمر؟

الجواب: لا نُريدُ التفرُّقَ بين طُرقِ تبليغِ الكِتابِ والسُّنة، نُريدُ أن نكونَ جماعةً واحدةً في تبليغِ الكِتابِ والسُّنة، على الصِّفة التي بلَّغَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بها هذا الدِّين، وعلى الطريقةِ التي بلَّغ بها من جاء بعدَه من سَلفِ هذه الأُمةِ فهؤلاء ما كانوا مُتفرِّقين في كيفيةِ الدَّعوةِ إلى اللهِ وكيفيةِ التبليغِ بل كانوا على خطٍّ واحدٍ على خطٍّ مُستقيم، هذا مَدعاةٌ لقَبولِ الدَّعوة، أمَّا إذا تفرَّق الدُّعاةُ وتفرَّقَ الإخوةُ وكان لكُلٍّ منهم رأيٌ ولكلٍّ منهم منهَجٌ فهذا مما يُسبِّبُ تفرُّقًا بين النَّاس، ولأنَّ هذا الاختلافَ وإن كان يراه بعضُ الإخوةِ يَسيرًا فإنَّه يُفضِي إلى خلافٍ كبير، يُفضِي إلى التَّشَاجُرِ وإلى التَّقاطُعِ والتهاجر، وقد يُفضِي إلى التَّضْليلِ والتكفيرِ والتبديعِ ثم يحصُلُ الضَّررُ العظيمُ في الأُمَّة، فالشَّرعُ جاء بسَدِّ الذَّرائعِ التي تُؤدِّي إلى مَحذُور، فنحن نريدُ من جميعِ إخوتِنا الدُّعاةِ وفَّقَهم اللهُ وكتبَ لهم الأجرَ أن يهتموا بهذا الأمر، وأنْ لا يختلفوا، وأنْ لا يَتقَاطَعوا، وأن لا يَتَعَادوا، وإذا حصَلَ بينهم اختلافٌ في بعضِ الأُمورِ فإنَّهم يتفاهمون فيما بينَهم أو يرجعون إلى العلماءِ ويأخذون الرأيَ السديدَ في هذا.


الشرح