×

 السؤال: ما حُكمُ من يُوقِّرُ أهلَ البِدعِ ويحترِمُهم ويُثْني عليهم لأنَّهم يُطبِّقُون حُكمَ الإسلامِ بزعمِه مع علمِه عن بدعِهم، وفي بعضِ الأحيانِ عندَما يذكرُهم في الدُّروسِ العامةِ يقول: مع التحفظ على بعضِ المواقِفِ عند هؤلاء يقصِدُ بذلك هؤلاء المُبتدَعة أو يقول بغَضِّ النظرِ عمَّا عندَ هؤلاء من الأخطاء، ونحو ذلك من التَّهوينِ من شأنِ بدعِهم، مع العلمِ أيضًا أنَّ بعضَ هؤلاء المبتدعةِ الذين يحترمُهم هذا القائل ويُثنِي عليهم، لهم كلامٌ مكتوبٌ ومُسجَّلٌ أعرِفُه فيه طَعْنٌ في السُّنةِ وتَجهيلٌ للصَّحابةِ وغمْزٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فما حُكمُ هذا القائلِ وهل يُحذَّرُ من أقوالِه هذه؟

الجواب: لا يجوزُ تعظيمُ المبتدِعةِ والثناءُ عليهم، ولو كان عندَهم شيءٌ من الحَق؛ لأنَّ مدحَهم والثناءَ عليهم يُروِّجُ بدعتَهم، ويجعلُ المبتدِعةَ في صفوفِ المُقتَدَى بهم من رجالاتِ هذه الأُمة، والسَّلفُ حذَّرُونا من الثَّقةِ بالمبتدِعة من الثناءِ عليهم ومن مجالستِهم، وفي بعضِ أقوالِهم يقولون من جلَسَ إلى مبتدِع فقد أعانَ على هدمِ السُّنةِ فالمُبتدعةُ يجِبُ التحذيرُ منهم، ويجِبُ الابتعادُ عنهم، ولو كان عندَهم شيءٌ من الحَق، فإنَّ غالبَ الضُّلاَّلِ لا يخلُون من شيءٍ من الحَق، ولكن ما دام عندَهم ابتداعٌ وعندَهم مُخالفاتٌ وعندَهم أفكارٌ سيئةٌ فلا يجوزُ الثناءُ عليهم، ولا يجوزُ مدحُهم، ولا يجوزُ التَّغاضِي عن بدعتِهم؛ لأنَّ في هذا ترويجًا للبدعةِ وتهوينًا من أمرِ السُّنةِ وبهذه الطريقةِ يظهرُ المبتدعةُ ويكونونَ قادةً للأُمَّةِ لا قدَّرَ الله، فالواجِبُ التحذيرُ منهم، وفي أئمةِ السُّنةِ الذين ليس عندَهم ابتداعٌ في كلِّ عصرٍ -وللهِ الحمدُ- فيهم الكفايةُ للأُمَّةِ وهم القُدْوة، فالواجِبُ اتِّباعُ المُستقيمِ على السُّنةِ الذي


الشرح