يجعلُها كفرًا مُخرِجًا من المِلَّة، أم أنَّ
صاحبَها يشملُه الوعيد أو يدخل تحتَ الوعيدِ إن شاءَ اللهُ عذَّبَه وإن شاءَ غفرَ
له؟
الجواب: الإصرارُ على الكبيرةِ التي
هي دونَ الشِّركِ لا يصيرُ المُصِرُّ عليها كافرًا؛ لأنَّها ما دامت دونَ الشِّركِ
ودونَ الكفرِ فإنَّه يُعتبر فاسقًا، ولا يَخرُجُ من المِلَّةِ ولو أصَرَّ عليها.
الفقرة الرابعة من السؤال: ما هي
الضوابطُ التي ينبغي لطالبِ العلمِ أن يعرفَها لكي يحكُمَ على فلانٍ من النَّاس
بأنَّه مُسْتحِلٌّ للمعصيةِ المُجمَعِ على تحريمِها بحيثُ يكفُرُ المُسْتَحلُّ
لهذه المعصية؟
الجواب: الضوابطُ التي تدُلُّ على
استحلالِ المعصيةِ أن يُصرِّحَ الشخصُ بأنَّها حلالٌ إمَّا بلسانِه وإمَّا بقلمِه
بأنْ يكتُبَ أنَّها حلالٌ مع أنَّها مُجمَعٌ على تحريمِها فحينئذٍ يُحكَمُ بكفرِه.
السؤال: لا شكَّ أنه لا يَخفَى على
كلِّ مُسلمٍ ما يُدارُ من مُحاربةٍ للإسلامِ والمسلمين في جميعِ بقاعِ الأرضِ على
أيدي اليهودِ والنَّصَارى وأعوانِهم ما يُدمِي القلبَ وما حصلَ مِمَّن يزعمُ أنه
من الملتزمين رأيناه يتعقَّبُ السَّقطاتِ على بعضِ أهلِ العلمِ نحسبُهم كذلك
واللهُ حسيبُهم آملُ من فضيلةِ الشيخِ أنْ يُوجِّهَ كلمةً لما فيه خير لشبابِ
الأُمَّةِ الإسلامية؟
الجواب: أمَّا بثُّ الخِلافِ بين المسلمين عُمومًا وبينَ طلبةِ العلمِ خُصوصًا فهذا أمرٌ لا يجوزُ لأنه يجِبُ على المسلمِ أنْ يكونَ أداةَ إصلاح ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 1]،﴿لَّا خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ﴾ [النساء: 114] ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ﴾ [الحجرات: 10]