×

فالواجِبُ على المسلمِ أنْ يكونَ أداةً للإصلاحِ بين المسلمين يُؤلِّفُ بينَ قلوبِهم ويجمعُهم على الحَقِّ وينهاهم عن الاختلافِ وأمَّا بيانُ الأخطاءِ التي تصدُرُ من بعضِ المؤلِّفين أو بعضِ الكُتَّابِ إذا كانت أخطاءً واقعيةً صحيحةً فلا بدَّ من بيانِها نصيحةً للمسلمين، هذه وظيفةُ العالمِ أن يُبيِّنَ الأخطاءَ لئلا يغتَرَّ بها أحدٌ لكن إذا كان هذا الشخصُ الذي وقعتْ منه الأخطاءُ محلَّ قُدوةٍ ومحلَّ قيادةٍ يتبعُه كثيرٌ من النَّاس من الشبابِ بالخصوصِ فالواجِبُ أن تُبيِّنَ هذه الأخطاءَ من أجْلِ أنْ تُجتَنَب لا من أجْلِ شخصِيَّةِ هذا الإنسان، وما زالَ علماءُ الأُمةِ من قُدماءَ وحديثي الزمانِ يُبيِّنونَ الأخطاءَ من أجْلِ أنْ تُجتَنب ومنْ أجلِ أنْ لا يغترَّ بها لا سيَّما إذا كانت من أُناسٍ قِياديين يُخشَى أنْ يتَّبعَهم ناسٌ على الأخطاءِ إذا كان الهدفُ من ذلك بيانَ الحَقِّ وليس الهدفُ التَّشَفي.

السؤال: يقول بأنَّ هناك من النَّاس من يزهِّدُ في دروسِ العقيدةِ ويقولُ نحن مسلمون ولسْنا بكفرةٍ أو مشركين حتى نتعلَّمَ العقيدةَ أو ندرُسَها في المساجدِ فما هو توجيهُ فضيلتِكم حِيالَ هذا؟

الجواب: ليس معنى تدريس العقيدةِ وتعليم العقيدةِ أنَّنا نحكمُ على المسلمين أنَّهم كفار، نحن نُدرِّسُها للمسلمين وللموحِّدين، نُدرِّسُ العقيدةَ للموحِّدين وللمسلمين من أجْلِ أنْ يعرفوها تمامًا ويعرفوا ما يُناقِضُها ويعرفوا ما يُضَادها، وكان حذيفةُ بنُ اليمان رضي الله عنه صحابي جليل يقول: كان النَّاس يسألون النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن الخيرِ وكنتُ أسألُه عن الشَّرِّ مخافةَ أن أقعَ فيه ([1])، عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3606)، ومسلم رقم (1847).