يُوشِكُ أن تنقَضَّ عُرَى الإسلام عُروةً عُروة إذا نشأَ في الإسلامِ من لا يعرِفُ الجاهلية ([1]). فنحن إذا درَسْنا العقيدةَ فإننا نريدُ معرفةَ العقيدةِ الصحيحةِ حتى نتمسَّك بها ونعرِفُ ما يُضَادها حتى نتجنَّبَه، الله تعالى يقول لنبيِّه صلى الله عليه وسلم: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ﴾ [محمد: 19]، لا بُدَّ أن يتعلم الإنسان ولا يكفِي أن يقولَ: أنا مُسلم، نعم نقول: أنتَ مسلمٌ -والحمدُ للهِ- لكن لو سألْناك ما هو الإسلامُ، عرِّفْ لنا الإسلامَ ما هو؟ رُبَّما أنَّ الكثيرَ واللهِ ما يستطيعون تعريفَ الإسلامِ تعريفًا صحيحًا ونقول أيضًا: أنت مسلمٌ، بيِّنْ لنا نواقضَ الإسلام؟ واللهِ ما يستطيعُ الكثيرُ أن يُعرِّفَ نواقضَ الإسلامِ وإذا جهِلَها فإنَّه يُوشِك أن يقعَ فيها وهو لا يدري، أنتَ مسلمٌ، بيِّنْ لي أركانَ الإسلام؟ بيِّنْ لي أركانَ الإيمانِ التي بَيَّنها الرسولُ صلى الله عليه وسلم واشرحْها لي ووضِّحْها لي؟ بل إنَّ الكثيرَ لا يعرِفُ شروطَ الصلاةِ ولا يعرِفُ أحكامَ الوُضوءِ ولا يعرِفُ نواقضَ الوُضوءِ ولا يعرِفُ أركانَ الصلاةِ ولا واجباتِ الصلاة ولا يَعرِفُ مبطلاتِ الصَّلاة، الذي لا يعلمُ هذه المُهِماتِ يُوشِكُ أنْ يقعَ في الخطرِ وهو لا يدري مثل الجاهلِ الذي يسيرُ في طريقٍ لا يعرفُه وهذا الطريقُ فيه حُفَرٌ وفيه أعداء وفيه سِبَاع يقعُ في الخطر وهو لا يدرِي فلا بُدَّ من تعلُّمِ التوحيدِ لأنَّ التوحيدَ هو الأساسُ ولا يزهَدُ في تعلُّمِ التوحيدِ إلاَّ أحدُ رجُلين إمَّا جاهل.
([1]) أخرجه: ابن حبان رقم (6715)، والحاكم رقم (7022).