السؤال: سماحةَ الشيخِ نرجو أن تُبيِّنوا
لنا وللأُمَّةِ رأيَ الشَّرعِ في الأحداثِ التي تكالَبتْ على الأُمَّة، ثم نَودُّ
منكُم النُّصحَ لطلبةِ العلمِ بعدمِ الانجرافِ خلفَ كلِّ فَتْوى أو موقِفٍ
يَستَدْعِي التَّنقُّصَ من مكانةِ العلماءِ وعدمَ تخطئةِ العلماء الذين هم مؤتمنون
ونحسَبُهم كذلك واللهُ حسيبُهم... إلى آخرِ سؤالِه؟
الجواب: الموقِفُ من الأحداثِ هو
الدعاءُ للمسلمين بالنَّصرِ والتَّأييدِ والثَّباتِ على الحَقِّ والدعاءِ على
الكُفَّارِ بأنْ يهزمَهم اللهُ وأنْ ينتقمَ منهم، هذا مُتاحٌ لكلِّ مُسلمٍ يدعو
للمسلمين ويدعو على الكفار مُتاحٌ له في كلِّ وقت، يدعو في صلاةِ الليل، يدعُو في
ركوعِه وسجودِه، يدعو في خارجِ الصَّلاة، حتى ولو ما جَرَى فِتنٌ يدعو المسلمُ لا
يترُكُ دعاءَ اللهِ سبحانه وتعالى له وللمسلمين ويدعو على أعداءِ الدِّينِ بأنْ
يخذلَهم اللهُ ويكفِي المسلمين شرَّهم، وأمَّا الكلامُ في الأحكامِ والإجراءاتِ
التي تتَّخذ هذا من شأنِ وُلاةِ الأمور، ومن شأنِ أهلِ العلمِ لأنَّهم أدرَى بهذه
الأمورِ وليس من شأنِ كُلِّ أحدٍ أن يتدخلَ فيها، وإنَّما هي من شأنِ أهلِ الحَلِّ
والعَقْد كما قال اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ
أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ
عَلَيۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ﴾
[النساء: 83].
السؤال: من زَعَم أنَّ الدَّعوةَ
إلى التوحيدِ تُفرِّقُ بين المسلمين، وأنَّهم بحاجةٍ إلى أن يعرفوا خطرَ اليهودِ
والنصارى نرجو من فضيلتِكم البيانَ، وفَّقكُم اللهُ وباركَ في عُمْرِكُم وعملِكم؟
الجواب: لا ينفُرُ من التوحيدِ إلاَّ مُبتَدِع وإمَّا مُشرِك، وهذا لا عبرةَ به، المسلمون يفرحون بالتوحيدِ -وللهِ الحمدُ- ويتعلَّمُونه ويُقبِلُون عليه