تجتمعُ قلوبُهم عليه، أمَّا الذي في قلبِه نفاقٌ
أو في قلبِه ريبٌ أو صاحبُ بدعةٍ أو صاحبُ شركٍ هذا هو الذي ينفر ولا يريدُ
التوحيدَ وهذا لا عبرةَ به ولا قيمةَ له، نحن ما نجمعُ النَّاس على البدعِ وعلى
الشِّركِيَّات وعلى الشُّرور نَجمعُهم على الدِّينِ وعلى التوحيدِ وعلى الإخلاصِ
للهِ عز وجل، هذا الذي نُريد وهذا هو الذي يَجمَعُ النَّاس، ما جمَعَ النَّاس
إلاَّ التوحيد، كما قال اللهُ سبحانه وتعالى: ﴿وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ
هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٦٢وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ
لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ
ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ ٦٣﴾
[الأنفال: 62- 63]. بماذا ألَّفَ بين المسلمين؟ ألَّف بينهم بكلمةِ التوحيد، لما
قالوا: لا إلهَ إلاَّ اللهُ وأخلصوا العبادةَ للهِ وتركوا الشِّركَ اجتمعتْ
قلوبُهم، وكانوا قبلَ ذلك مُشَتَّتين، مُتفرِّقين مُتَناحِرين مُتَقاتِلين ولمَّا
دعاهم رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى التوحيدِ وقالوا: لا إلهَ إلاَّ اللهُ
واعتقدوها وعمِلُوا بها، جمعَ اللهُ قلوبَهم على التوحيد، والإمام مالك رحمه الله
يقول: «لا يُصلِحُ آخِرَ هذه الأمة إلاَّ
ما أصْلحَ أوَّلَها».
السؤال: تفضَّلتُم بالكلامِ حولَ
الاختلافِ السائغِ وغيرِ السائغِ أو خلافِ التَّنَوُّعِ والتَّضاد هذه من حيثُ
إنَّها قاعدةٌ لكن أحيانًا نجدُ أنَّ كثيرًا من النَّاس يُخطِئ أو يتَقَصَّد أنْ
يُدخِلَ في الخِلافِ المحمودِ ما ليس منه وفي المذمومِ ما ليس منه فمثلاً يقول:
الخُروجُ على الحُكَّامِ وما شَابَه ذلك من أخْذِ بيعاتٍ سِرِّيَّةٍ لزُعماءِ تلك
الجماعاتِ والتمثيلِ والأناشيدِ وإنشاءِ جماعاتٍ إسلاميةٍ إنَّما هو من بابِ
خِلافِ التَّنوُّعِ وليس من الخلافِ المَذْموم فما تَوجِيهُكُم وفَّقَكُم اللهُ
لهذا؟
الجواب: أمَّا قضيةُ الخُروجِ على الأئمةِ فإنَّها مَحسُومةٌ فلا يجوزُ