×

 الخروجُ على أئمةِ المسلمين ولو جارُوا ولو ظَلَموا ولو فَسَقُوا ما لمْ يكُن هناك كُفر بواح، فيه من اللهِ سُلطانٌ هذا حَسَمه الرسولُ صلى الله عليه وسلم ([1]) وليس للخارجين على الإمامِ في هذه الأحوالِ حُجَّة من كِتابٍ ولا سُنَّةٍ بل الكتابُ والسُّنةُ وإجماعُ المسلمين ضِدَّ هذا القولِ وإنَّما يقولُ بهذا الخوارج ومن ذهبَ مذهبَهم أمَّا قضيةُ الأناشيدِ والتمثيلِ من قال: إن هذه الأشياءَ سائغةٌ وهل هذا من الاجتهادِ المحمودِ أو هو من غيرِ الاجتهاد.

أولاً: نبحثُ عن هذه الأناشيدِ والتمثيلِ من أين جاءتنا هل كانتْ في تاريخِ الإسلام؟ هل كانتْ عند المسلمين؟ أو كانت وافدةً جديدةً وشعاراتٍ لجماعاتٍ مَشْبوهةٍ لو بَحَثْنا في تاريخِ الإسلامِ ما وجَدْنا التمثيلَ فيه ولا وجدْنا اتخاذَ الأناشيدِ وسيلةً للدعوةِ إلى اللهِ عز وجل وإنَّما هذه أمورٌ حادِثة ومُستوردةٌ وهي من شعاراتِ الأحزابِ والجماعاتِ التي لا نَرتَضِيها أولا نَرتَضِي كثيرًا من أفعالِها فلا مجالَ لإدخالِها في قضيةِ الاجتهادِ والنظر وإنَّما نحن في غِنى عنها.

ثانيًا: الحمدُ للهِ. النبي صلى الله عليه وسلم دعا إلى اللهِ وهو خيرُ قُدوةٍ وهو القدوةُ الوحيدة ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ [الأحزاب: 21] هل دعا بهذه الوسائل؟ هل جعلَ التمثيلَ وسيلةً للدعوة؟ من وجدَ شيئًا من هذا فليُبرزْه إن كان صادقًا، هل السَّلفُ الصالحُ فعلوا هذا؟ أبدًا ما عُرِفَت الأناشيدُ الإسلاميةُ أو الدينيةُ إلاَّ عندَ أهلِ التَّصَوُّفِ الذين جعلوا الأناشيدَ تديُّنًا وتقرُّبًا إلى اللهِ سبحانه وتعالى، فما دامَ الأمرُ كذلك فإن إدخالَها في مسائلِ الاجتهادِ غلطٌ والواجِبُ تركُها والابتعادُ عنها والاستغناءُ بما شرَعَ اللهُ سبحانه وتعالى.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7056)، ومسلم رقم (1709).