السؤال: ذكَرْتُم -حفِظَكم اللهُ- أنَّ
الأفضلَ للعالِمِ التَّورُّعُ عن الفَتوى عندَ وُجودِ غيرِه، وسؤالي إنَّني
مُتخَرِّجٌ في كليةِ الشَّريعةِ ولدَيَّ إلمامٌ بكثيرٍ من الأحكام، خاصةً في
العبادات، وعندَما يسألُني بعضُ النَّاس لا أُفتيهم بل أُرسلُهم إلى المشايخِ
الكبار، ولكنَّ شخصًا من زملائي يُكرِّر عليَّ بأنه يجِب أن أُفتيه حسْبَ
استطاعتي، ويُذكِّرُني بحديثِ النَّبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، لُجِّم بِلِجَامٍ مِنْ نَارٍ» ([1])
فأرجو تَوجيهي حِيالَ هذا الموضوعِ حفظكُم الله؟
الجواب: ما دام أنَّ فيه غيرَك من
العلماءِ وتُحيلُه عليه هذا جائزٌ لك ولا يجِبُ عليك إفتاؤُه لأنه لا يحتاجُ إليك
ما دامَ فيه غيرُك، وأما من سُئل عن عِلمٍ «فكَتَمه»
المقصودُ منه إذا سُئلَ عن علمٍ ولا هناك أحدَ العلماءِ غيره، أمَّا إذا كان فيه
من يُبيِّن له غيرك فأنتَ ما كتمتَ العلم، ولكنك أَحَلْته إلى مَن هو أحسنُ منك،
أو مَن يتَحمَّل عنك خطرَ الفَتْوى، فهذا من التَّوقِّي، والتَّوقي شيءٌ طيِّب.
السؤال: بعضُ النَّاس إذا قرأَ
القرآنَ يهزُّ ظهرَه، هل هذا الفعلُ صحيح؟
الجواب: هَزُّ الجسمِ وقتَ التلاوةِ أو التَّمايُل هذا عندَ البحث تَبيَّن أنَّه من عملِ اليهودِ عند قراءَتِهم للتوراةِ أو النَّصارى عند قراءَتِهم الإنجيل فهو من عملِ أهلِ الكتابِ فنحن لا نتشَبَّهُ بهم، واللهُ جل وعلا يقول ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ﴾ [الأعراف: 204] والإنصاتُ قطعُ الحركة، وعدمُ التَّمايُلِ أو التَّحرُّكِ أو الالتفات.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3658)، والترمذي رقم (2649)، وابن ماجه رقم (266).