×

 عن ذلك ويَمنعُونه من ذلك فهو يُبغِضُهم من أجْلِ فِسقِه وشَهَواتِه المُحرَّمة؛ لأنَّهم حَالوا بينَه وبينَها، أو خَوَّفُوه من تَناوُلِها، والرجلُ الثاني رجلٌ صاحبُ هوَى عندَه مُيولٌ مُنحرِفة، واتجاهاتٌ مُنحرِفة، والعلماءُ لا يُوافِقُونَه عليها، فهو يُبْغِضُهم من أجْلِ ذلك، من أجْلِ أنَّهم لا يُوافِقُونه على انحرافِه في فكرِه، وانحرافِه في مذهبه، وانحرافِه في اتجاهاتِه؛ ويَنْهون عن التَّفرُّقِ ويَنْهون عن الحِزْبيَّات، وهو يَعشَقُ الحِزْبِيَّات والتَّفرُّقَ، فهو يُبغِضُهم من أجْلِ هذا، فالحاصِلُ أنَّ الذي يُبغِضُ العلماءَ ويتكلَّمُ فيهم لا خيرَ فيه؛ لأنَّه لو كان فيه خيرٌ لَأحبَّ أهلَ العلمِ وأحبَّ المؤمنين وأولياءَ اللهِ سبحانه وتعالى.

السؤال: بعضُ طلابِ العلمِ ليس لهم هَمٌّ إلاَّ اتباع أخطاءِ العلماءِ وانتقاصُهم وتغليطُهم، فنرجو منكم نصيحةً لهؤلاءِ الشباب؟

الجواب: طالبُ العلمِ يُقبِل على طلبِ العلمِ ولا يصيرُ همُّه القِيلَ والقَال، والعلماءُ لهم مكانةٌ ولهم فضْلٌ فيجِبُ أن تحترِمَهم، حتى لو أخطأ أحدٌ منهم بعضَ الخطأ فليس هناك معصومٌ إلاَّ الرسول صلى الله عليه وسلم، فأنتَ لا تَتلمَّسُ أخطاءَ العلماءِ وتشتغل بِها وتتركُ طلبَ العلم.

علينا أنْ نتَّبعَ العلمَ ونأخذَ العلمَ عن أهلِه ما دام العلماءُ موجودين فإنَّنا نَغتنِمُ هذه الفرصةَ ولا نَشغلُ أنفسَنا بالاشتغالِ بتتَبُّعِ الأخطاءِ وتَلمُّسِها.


الشرح