طَلَبِ العلم، ويقولون للنَّاس اشْتَغلوا
بالذِّكرِ وبالعَملِ واتركُوا طلبَ العلمِ لأنَّ هذا يَعُوقُكم عن العَملِ وعن
الذِّكرِ وهذه مكيدةٌ شَيْطانيةٌ عندَ الصُّوفية؛ لأنَّهم لا يَروْنَ العلمَ
ويزعمون أنَّهم يأخذون العلمَ إلهامًا عن اللهِ مباشرةً لا عن طريقِ الرسولِ صلى
الله عليه وسلم، ولا عن طريقِ المُعلِّمين فانتبِهُوا لهؤلاء.
السؤال: مَنَّ اللهُ عليَّ
بالهدايةِ منذُ فترة، وأصبحتُ في حيرةٍ من أمرِي لأني أرغَبُ في طَلبِ العلمِ
والجلوسِ عندَ العلماءِ لكن بعضُ الإخوةِ الذين أُجالِسُهم يقولون: لا تطلبُوا
العلم، ويَمنَعُونَني من الذهابِ إلى طلبِ العلمِ ويقولون: أنتَ ما زِلْتَ بحاجةٍ
إلى إيمانياتٍ تَتقوَّى بها، ماذا أعمل؟ ما رأيُكم فيما يقولون لي؟ جزاكُم اللهُ
تعالى خيرًا.
الجواب: نعم: فيه من النَّاس ومن الصُّوفيةِ بالخُصوصِ وأتباعِ الصُّوفيةِ من يزهَدُ في العلمِ ويحُثُّ على العبادةِ والذِّكرِ فقط، ويقولُ: لا تشْتَغِلوا بطلبِ العلمِ لأنَّ هذا يشغلُكم عن العِبادةِ وعن الذِّكر، هذه طريقةٌ صُوفيَّةٌ قديمةٌ ذكرَها ابنُ الجَوزي في كتابِ تَلْبِيس إبْليس، وهذا خطأٌ وضَلالٌ لأنَّ العبادةَ والذِّكرَ لا يقُومانِ إلاَّ على العِلم ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مُتَقَلَّبَكُمۡ وَمَثۡوَىٰكُمۡ﴾ [محمد: 19] فلا بُدَّ من العلمِ أولاً، وإلا كيفَ تَعرِفُ العبادةَ الصحيحةَ والعبادةَ البَاطلة، وكيفَ تعرِفُ الذِّكرَ المشروعَ والذِّكرَ المُبتدَع، ما تعرِفُ هذا إلاَّ بالعلم، فلا تُطِعْ هؤلاء ولا تُجَالِسْهم أيضًا ابتعدْ عنهم، وأقبِلْ على طلبِ العلم.