السؤال: فضيلةَ الشيخِ، استمعتُ لأحدِ
الدُّعاةِ وهو يقولُ في إحدى محاضراتِه، إذا رأيتَ متبرجةً فابصُق في وجهِها وقل
لها: يا عدُوَّةَ الله، فما رأيُكم في هذا القول؟ خاصةً أنها مسجلةٌ وأنها تُنشَر
في أوساطِ الكثيرين.
الجواب: هذا ليس من الدَّعوةِ إلى اللهِ عز وجل، هذا من العُنفِ الذي لا يجوز، فإذا رأيتَ سافرةً فقلْ: هَداك الله، عفا اللهُ عنك، هذا لا يجوز، كلِّمها بالكلامِ الطَّيبِ الذي يدخُلُ إلى قلبِها، أما إنك تُقابلُها بالعنفِ والقسوةِ فهذا لا يجوز، اللهُ جل وعلا يقول: ﴿ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ [النحل: 125] فلا يجوزُ العنفُ في الدَّعوةِ أو الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكَرِ لأن هذا يُولِّدُ شرًّا ويحمل المرأة أو غيرها على المعاندة أو المقابلة بما هو أسوأ فعلى هذا القائل أن يصحح كلامه وأنه لا يقول مثل هذا الكلام، وليس هذا من مناهج الدَّعوة، فاللهُ جل وعلا يقولُ لنبيِّه: ﴿فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ﴾ [آل عمران: 159] هذا من بابِ التأليفِ ومن بابِ جالبِ القلوبِ إلى الخيراتِ وعدمِ تنافُرِها، الله لمَّا أرسلَ موسى وهارونَ عليهما السلام إلى أكفرِ أهلِ الأرضِ وهو فرعون الذي ادَّعى الرُّبوبية قال: ﴿فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ﴾ [طه: 44] فإذا كان هذا مع فرعون فكيفَ بغيرِه من عُصَاةِ المسلمين.