السؤال: قُلْت: إنَّ بعضَ طلبةِ العلمِ
وبعضَ المحاضرين لا يصلُح أن يتصدروا المحاضراتِ والدروسِ وذلك أنَّهم إذا سُئلوا
لا يستطيعون الإجابة، ألاَّ يُجيبُ المسؤول: الله أعلم؟ أو يُحيل السؤالَ إلى
غيرِه فيما بعد وخاصةً طالب العلمِ الذي يريدُ أن يعرفَ أصولَ الدِّينِ وقد يكونُ
في قريةٍ فكيفَ يدعو؟
الجواب: أنا أقولُ: إنه يجِبُ على
من يتصدَّرُ للدعوةِ أو للتدريسِ أن يكونَ عالمًا يقولُ عن علم فيما يُلقِي في
المحاضرةِ وفيما يلقي في الدرسِ أمَّا الجاهلُ فلا يصلُح أن يكونَ مُحاضِرًا ولا
أن يكونَ مدرسًا ولا يَكفي أن يقولَ اللهُ أعلم لأنَّ النَّاس يُريدون منه فائدةً
بحُكمِ موقفِه، ولكن العالم الذي تُعرَضُ له بعضُ المشاكلِ التي لم يكُن عندَه
منها علمٌ في الوقتِ الحاضرِ يُؤجِّلُه إلى أن يحصُلَ على جوابِه.
السؤال: بعضُ المعارضِ التي تُقامُ
لبيانِ جراحاتِ المسلمين في فلسطين وغيرِها يكونُ فيها بعضُ صُورِ القَتلى
والجَرحى وأحيانًا تُعرَضُ عن طريقِ الفيديو والقصْدُ من ذلك حثُّ المسلمين على
التَّبرُّعِ لإخوانِهم فهلْ هذا العملُ جائز؟
الجواب: هذا العملُ غيرُ مناسِبٍ، لا يجوزُ إقامةُ الصُّورِ للجَرحى، لكن يُدعَى المسلمون للتَّصدُّقِ على إخوانِهم ويُبلَّغون بأنَّ إخوانَهم مُضَايقون وأنَّهم يُجْرى عليهم ما يجرِي من فعلِ اليهودِ بدونِ أن يَعرضوا صور ويعرضوا جَرحى لأنَّ هذا فيه استعمال للتصويرِ وأيضًا في هذا تكلُّفٌ ما أمرَ اللهُ تعالى به وفيه أيضًا تفتيت لعَضُدِ المسلمين لأنَّك لمَّا تعرِضُ أمامَ النَّاس صورةَ مسلمٍ مُمثَّلٍ به أو مُقطَّعِ الأعضاءِ فهذا ممَّا يرعِب المسلمين ويُرهِبُ المسلمين من فِعلِ الأعداءِ والواجِبُ أنَّ المسلمين لا يُظهِرُون الضَّعفَ ولا يُظهِرون الإصاباتِ ولا يُظهِرون هذه الأمورَ بل يَكتُمونها حتى لا يَفُتُّوا في عَضُدِ المسلمين.