السؤال: نلاحظُ هذه الأيام جُرأةَ عددٍ من
الشبابِ في الكلامِ على العلماءِ وانتقاصِهم حتى وصلَ الأمرُ بهم إلى وصفِهم
بالمُدَاهنةِ.. أرجو منكم التَّبيين في هذا الأمرِ وخطرِ الكلامِ في العلماء،
وتوجيه الشبابِ في هذا الأمر.
الجواب: الإنسانُ لا يجني إلاَّ على
نفسِه فمن تكلَّم في المسلمين علماء أو غير علماء فإنَّه لا يضُرُّ المسلمين
وإنَّما يضُر نفسَه، ويكون مغتابًا يأكلُ لحومَ النَّاس واللهُ جل وعلا يقول: ﴿وَلَا يَغۡتَب
بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا
فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ﴾ [الحجرات: 12] وغَيبةُ أهلِ العلمِ أشدُّ لأن أهلَ
العلمِ هم محلُّ الثقةِ للأمة وهم القدوةُ فإذا اغتابَهم وتناولَ منهم فإن هذا
يُسيء إلى الدِّينِ ويُسيءُ إلى العلمِ الذي يَحمِلونه ويُزهِّدُ النَّاس فيهم،
فيترتبُ عليه أضرارٌ ومحاذيرُ كثيرة، كلُّ محذورٍ منها يكفي للتأثيم، ويُعرِّض
نفسَه للعقوبةِ فعَلى المسلم أن يُمسِكَ لسانَه ولا يتكلَّم في المسلمين عمومًا
وفي وُلاةِ الأمورِ وأهلِ العلمِ خصوصًا بل يُمسِك لسَانه.
السؤال: ما رأي فضيلتِكم فيمن
يُهوِّنُ من معرفةِ أحكامِ الحيض، ويقول: علمُ الحيضِ والنِّفاس. استهزاءً به؟
الجواب: الذي يستهزئُ بشيءٍ من أحكامِ الشرعِ فإنه يرتَدُّ عن دينِ الله، وسواءً أحكام الحيضِ أو أحكام النفاسِ أو أحكام الطهارة؛ لأنه يستهزئ بالشرعِ فيكون مُرْتدًا والعياذُ بالله، ومن هؤلاء من يُعيِّرُ علماءَ المسلمين بأنَّهم علماءُ حيضٍ ونفاس، وهذا من كلامِ الخوارجِ والمعتزِلة في الزمان الأول وورثة هؤلاء في هذا الزمان، فلا يجوزُ هذا الكلام؛ لأنه استهزاءٌ بشرعِ اللهِ عز وجل، وبأحكامِ الله، اللهُ جل وعلا تولَّى الجوابَ عن