×

السؤال: لا يخفَى عليكم ما يُواجهُ المسلمين من قتلٍ وتشريدٍ واضطهادٍ في جميعِ أنحاءِ العالم، فما هو دورُ العلماءِ والدُّعاةِ تجاه الأمة لإيقاظِ نفوسِهم والوقوفِ مع أولئك المضطهدين؟

الجواب: دورُ الأمةِ الإسلاميةِ مع إخوانِهم المضطهدين مساعدتُهم بما يستطيعون من الأموالِ والدعاءِ لهم وأيضًا إرشادُهم وتوجيهُهم بما يستطيعون مما ينفعُهم وممَّا يُقوِّي جانبَهم، من دعوتِهم إلى اللهِ وتعليمِهم أمورَ دينِهم، ومن بذْلِ الأموالِ لهم، في الأكلِ والشُّربِ واللباسِ وتأمينِ المساكن، وبناءِ المدارس وإعطائِهم المالَ الذي يساعدُهم في الدفاعِ عن أنفسِهم وقتالِ الكفار لرَدِّ الاعتداءِ عليهم، هذا دورُ المسلمين في كلِّ مكانٍ لقولِه صلى الله عليه وسلم: «الْمُسْلِمُ لِلْمُسْلِمِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ صلى الله عليه وسلم ([1])، قال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كمَثَل الْجَسَدِ الوَاحِد إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» ([2])فالمسلمُ يتألمُ لإخوانِه المسلمين في أيِّ مكانٍ من الأرض، ويكرَهُ لهم ما يكرهون لأنفسِهم من الشَّرِّ ومن الإِيلامِ ومن الأَذى ومن العذابِ على أيدي أعدائِهم ويساعدُهم بما يستطيعُ فيما يخففُ عنهم الأذى ويدفعُ عنهم الضَّرر، هذا هو الواجِبُ على كلِّ مسلمٍ تِجاهَ إخوانِه المسلمين في أيِّ مكانٍ كانوا ونسألُ اللهَ عز وجل أن ينصرَ دينَه ويُعلِي كلمتَه، وأنْ ينصُرَ أولياءَه، ويخذُلَ أعداءَه، ونسألُه سبحانه وتعالى أن ينقذَ المسلمين ممَّا هم فيه من الاضطهادِ والتعذيبِ في بقاعِ الأرض، وأنْ يمنحَهم النصرَ والتَّمكين، وأن يُثبتَهم على دينِهم، نسألُه سبحانه أن يثبتَهم على دينِهم، وأن يُعلمَهم ما ينفعُهم، وأن يقوي إيمانَهم، وأن ينصرَهم على عدوِّهم.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (481)، ومسلم رقم (2585).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6011)، ومسلم رقم (2586).