السؤال: أُشهدُ اللهَ عز وجل على حُبِّك
في الله، وسؤالي: نجِدُ أنَّ الكلامَ في الوقتِ الراهنِ من مشايخِنا الفضلاءِ
وعلمائِنا الأجلاءِ عن أضرارِ التفجيرِ وخطورةِ التكفير، وهذا أمرٌ لابُدَّ منه،
ولكن يا فضيلةَ الشيخِ هناك قضايا كبرى الأمةُ في حاجةٍ إلى توضيحِ حكمِها
وخطورتِها، كما يحدُثُ من عبادةِ القبورِ مثلاً، ومن التساهُلِ والتعامُلِ في
الرِّبا وغير ذلك من المسائلِ فما توجيهُكم؟
الجواب: نعم هذه موجودة، والإنكارُ موجودٌ وللهِ الحمد، العلماءُ ما سَكَتوا عن الرِّبا بل بَيَّنوا تحريمَه وكتبُوا وخطبُوا ودرسُوا، وما سكَتوا عن المُنكَرات، بل نصَحُوا وبَيَّنوا، ودعوا النَّاس إلى اجتنابِ المنكَرات، ما زالوا -وللهِ الحمدُ- في نصائحِهم، ودروسِهم ومواعظِهم، وخُطَبِهم، وما زالت هيئاتُ الأمرِ بالمعروفِ والنهي عن المنكرِ تعالجُ هذه الأمورَ فالحمدُ للهِ العلاجُ موجود، ما سكَتَ العلماء، وأمَّا الكلامُ في الأحداثِ فهذه مهمةٌ جدًّا ولابُدَّ من بيانِ الحقِّ فيها؛ لأنَّ فيه من يدَّعِي أنَّ هذا التفجيرَ في بلادِ المسلمين من الجهادِ في سبيلِ الله، أنَّ قتلَ المسلمين من الجهادِ في سبيِل الله، أن تدميرَ بيوتِ المسلمين، من الجهادِ في سبيلِ الله، بل التفجيرَ في المساجدِ يعتبرونه من الجهادِ في سبيلِ الله، وأن من ينتحرْ في هذا فهو شهيد، يُعطونه الحُكمَ بالشهادة، يعني كأنهم ينوبون عن اللهِ عز وجل ويمنحون الشهادةَ لمثلِ هؤلاء، نسألُ اللهَ العافية، فلا تَستغرِبْ إذا العلماءُ اهتمُّوا بهذا الجانبِ وأنكروه، وبيَّنوا للنَّاس خطرَ هؤلاء وخطرَ هذه الأفعال، وتخطئةَ هؤلاء الذين يُبرِّرون هذه الأمورَ ويدَّعون أنَّها من الجهادِ في سبيلِ اللهِ ومن الدِّين.