وتوزع وتُصوَّرُ بآلاتِ التصويرِ وتُنشَرُ في
المساجدِ وعلى أبوابِ المساجدِ، كلُّ هذا مما يُبلبِلُ الأفكار، هذه أمورٌ يجِبُ
أن يُوضعَ لها ضوابطُ وتقفُ عند حدودٍ وما كلُّ شيءٍ يُشاعُ وما كلُّ شيءٍ يُذكَر
للنَّاس، إلاَّ على حسبِ المَصلحة، كلُّ هذا من الأمورِ التي الخَوضُ فيها يُسببُ
بَلْبلةً في الأفكار.
السؤال: حفِظَكم اللهُ، من مسؤوليةِ
العلماءِ كما هو معلومٌ تبليغُ هذا الدِّين بكافةِ جوانبِه، وهذا هو ما نراه منكُم
-رعاكُم اللهُ- في هذه الليلة، وسؤالي: ما موقِفُ العامةِ من النَّاس من تضارُبِ
أقوالِ العلماءِ في المسائلِ التي قد يرِدُ فيها الخلاف؟
الجواب: العلماءُ المعتبَرون لا يتَضَاربون أبدًا في الأقوال، إنَّما يتضَاربُ الجُهَّالُ والمُتعَالِمون أو أهلُ الأهواءِ والأغراض، أمَّا العلماءُ الرَّبَّانيون فلا يتضَاربُون في الأقوال، وأيضًا العلماءُ لهم مرجِعٌ ولهم قادةٌ يرجعون إليهم، يَكِلُون الأمرَ إليهم، ويَسندون الأمرَ إليهم فينحسِمُ النزاعُ والخِلاف، أمَّا إذا أخذَ كلٌّ برأيه، أو كُلٌّ ادَّعى أنه عالمٌ فإن هذا علامةُ شرٍّ وعلامةُ تفرُّق، وعلامةُ تَشتُّت، لابُدَّ للنَّاس من مرجِعٍ يرجعون إليه من أهلِ العلمِ فيرجعون إلى أهلِ العلمِ المعتبَرين المعروفين بالعلمِ والثقةِ والدِّينِ والتقوى ولا يحصُلُ بينهم تضارُبٌ ولا يحصُل بينهم اختلاف.