السؤال: ما الفرقُ بين الوصفِ
بالكفر، والحُكمُ على المُعيَّنِ بالكُفرِ والاعتقادِ بكُفرِ المُعيَّن؟
الجواب: أما الحكمُ بالكفرِ على
الأعمالِ كدعاءِ غيرِ الله، والذبحِ لغير الله، والاستغاثةِ بغيرِ الله، والاستهزاءِ
بالدِّين، ومَسبَّة الدِّين: هذا كفرٌ بالإجماعِ بلا شكَّ، لكن الشخص الذي يصْدُرُ
منه هذا يُتأملُ فيه فإن كان جاهلاً أو كان مُتأَوِّلاً أو مُقلِّدًا فيُدرأُ عنه
الكفرُ حتى يُبيَّنَ له؛ لأنه قد يكونُ عندَه شبهةٌ أو عندَه جهل، فلا يُتسرَّع في
إطلاقِ الكفرِ عليه حتى تُقامَ عليه الحُجَّة، فإذا أُقيمتْ عليه الحُجَّةُ
واستَمرَّ على ما هو عليه يُحكم عليه بالكُفر؛ لأنَّه ليس له عذر.
السؤال: أرجو من سماحتِكم أن
تُوجِّهوا النصيحةَ لمن يتَهاون في هذه المسائلِ وهي دعوةُ التقريبِ بين الأديان،
وعدم التشديدِ في هذه المسائلِ حيث عمَّت بها البَلوى؟
الجواب: التقريبُ بينَ الأديانِ لا يمكنُ أن تُقرِّبَ بين ما فرَّقه اللهُ عز وجل، ولا أن تفرِّق بين ما جمعَ اللهُ سبحانه وتعالى، هذا مستحيل، مهما حاولْت، فرقٌ بين المؤمنِ والكافر، لا يتفقان أبدًا، ﴿أَفَمَن كَانَ مُؤۡمِنٗا كَمَن كَانَ فَاسِقٗاۚ لَّا يَسۡتَوُۥنَ ١٨أَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ جَنَّٰتُ ٱلۡمَأۡوَىٰ نُزُلَۢا بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٩وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فَسَقُواْ فَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ كُلَّمَآ أَرَادُوٓاْ أَن يَخۡرُجُواْ مِنۡهَآ أُعِيدُواْ فِيهَا وَقِيلَ لَهُمۡ ذُوقُواْ عَذَابَ ٱلنَّارِ ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تُكَذِّبُونَ ٢٠﴾[السَّجدَة: 18-20]، ﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ ٣٥مَا لَكُمۡ كَيۡفَ تَحۡكُمُونَ ٣٦﴾ [القلم: 35- 36]، ﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ﴾ [ص: 28] هذا لا يمكن أبدًا، فلا يمكنُ التقريبُ بين الكفرِ والإيمانِ أبدًا.