السؤال: أحدُ القائمين على الدَّعوةِ
يخرجُ في هذه الأيامِ في وسائلِ الإعلام ويقول: إنه لا يُقال الكافرُ عند دعوتِه،
وإنما يُقالُ له الغيرُ والطرفُ الآخر، وغيرُ المسلم، إن كان يُطمعُ في إسلامه،
وإن كان غير ذلك فإنه يُقَال له عندئذٍ كافر، فهل هذا القولُ صحيح؟
الجواب: نعم إذا أردت أن تدعو
الكافرَ إلى الإسلامِ لا تقُلْ له: يا كافر، إذا قلتَ له: يا كافر فإنَّه يأنف،
لكن قل له: أنتَ إنسانٌ وعاقلٌ تريدُ لنفسِك الخيرَ وهذا هو الإسلام، وتشرحُ له
الإسلام، وتُرغِّبُه في الإسلامِ بالكلامِ الطيِّب، قال الله جل وعلا: ﴿فَقُولَا لَهُۥ
قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ﴾
[طه: 44]، ﴿ٱدۡعُ
إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم
بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾
[النحل: 125] عند الدَّعوةِ ما يُقالُ له: أنت كافر، أما عندَ بيانِ الأحكامِ أنَّ
هذا مسلمٌ وهذا كافرٌ فيقالُ: هذا كافرٌ وهذا مسلم.
السؤال: هل في قوله: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ
إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ﴾
[الممتحنة: 1] الآية، هل فيه الحكمُ على من تولَّى الكافرَ لدنياه لا لدينِه بأنه
مؤمن؛ لأنَّ اللهَ ناداهم باسمِ الإيمان؟
الجواب: سببُ نزولِ هذه الآية وما بعدَها قصةُ حَاطبِ بنِ أبي بلتَعةَ رضي الله عنه حينما كتبَ لأهلِ مكةَ يخبرُهم بخروجِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إليهم لا عن نفاقٍ ولكن قصَدَ بذلك أن لا يضُرُّوا قرابتَه عندهم بمكةَ وقد وضَّحَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم قصدَه فعذَرَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فاللهُ عز وجل عذَرَ هذا الصحابي لما صدَقَ في بيانِ الدافعِ له على مكاتبتِه للكفارِ أنه ليس محبةً لهم، ولا بُغضًا للرسول صلى الله عليه وسلم، ولا شَكًّا في أن اللهَ سينصُرُ رسولَه، ولا هو نفاق، فهو بيَّنَ عُذرَه رضي الله عنه، فعذَرَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ولا يجوزُ لأحدٍ أن يذمَّ