وإنَّما
هناك أشعارٌ، إذا كانت هذه الأشعار نَزِيهةً وخاليةً مِن المُجُونِ، ومن الهِجَاء،
والسَّبِّ والشَّتْمِ، فلا بأسَ أن تُنْشد بمناسبةِ الزواج أو غيره. إنشادُ
الشِّعرِ النَّزِيه المُفِيد لا بأسَ به بِدُون أن يكونَ هناك نغماتٌ جماعيّةٌ أو
أصواتٌ جماعيّةٌ كما تُعُوِّدَ فِعلُهُ الآنَ، وإنما هذه الأناشيدُ الجماعيّة
عُرِفت عند الصوفيّةِ، وإنّما الشّعرُ الذي يُنشَدُ على وَجْهٍ يُستفادُ منه،
ويَستفِيدُ منه المنشدُ والسّامع فلا بأس به؛ فقد كان حسانُ بنُ ثابتٍ رضي الله
عنه يُنشِد في حضرةِ النبيّ صلى الله عليه وسلم، وغيره من الشُّعراء، كانوا
يُنشِدون قصائِدَهم بِحَضرة النبيّ صلى الله عليه وسلم، وكانُوا يُنشِدُون الأشعار
بصوتِ شخصٍ واحدٍ، وهم في السّفر مِن أجلِ التّنشيط على السَّيْرِ، وكانوا
يُنشِدون الأشعارَ في العملِ الشَّاقّ، مِن أجل تنشيطِ العمَلَةِ، فإنشادُ الأشعار
النَّزِيهة في مُناسبات خاصّة لا بأس به، أمَّا ما يُسمُّونَه بالأناشيد
الإسلاميّة التي حصَلت في هذا الوقتِ، والتي تُنَظَّمُ بأصواتٍ جماعِيّة مُطرِبةٍ
أو نغماتٍ مستلذّة؛ فهذه لا أصلَ لها في دينِ الإسلامِ.
السَّائِل: الاتِّجارُ بهذه الأناشيدِ المُسَمَّاة بالإسلاميّة
رُوِّجَ لها، والمُنْتَفِعُون مادِّيًّا من ورائِها رَوَّجُوا لها، وجعلُوها
وكأَنَّها مِن السُّنَن، أو أنّها مُستحَبَّة، وقارنوها بغيرِها مِمَّا هُو
مُحرَّمٌ؛ لِيَصلوا إلى مُبتغاهم، لعَلَّ لكم إضافةً شيخ صالح.
الجواب: نعَمْ، أكَرِّرُ؛ فأقولُ:
إنّ هذه الأناشيدَ المُنغّمَةَ المُنَظَّمَة التي يُسَمُّونها أناشيدَ إسلامِيَّة
إنما هي أغانٍ فاتِنةٌ، والغِناء حرامٌ، وبيع أشرطتِه حرامٌ، وأكْلُ ثَمَنِه
حرامٌ؛ فالواجبُ على المسلمينَ أن ينْتَبِهُوا لِذَلك، وما عُرِفَت هذه
الأناشيدُ إلاَّ عِند فِئَتين:
الفئة الأولى: الصُّوفية
الضُّلاَّل، الذين اتّخذُوها مِنَ الدِّين، ويتقرَّبُون بها إلى اللهِ بِزَعْمِهم
وهي مَعْصِيَةٌ.