وبِالجُمْلَةِ، فالدَّعوَةُ إلى الله تَعنِي:
الدَّعوَةَ إلى دِينِ الله عز وجل بِكُلِّ مَا فِيهِ مِنْ عقَائِدٍ وَعبَادَاتٍ
وَمُعامَلاتٍ وَأَخْلاقٍ وَسِمَاتٍ طَيِّبَةٍ، كلُّ هَذَا دَاخِلٌ في الدَّعوَةِ
إلى الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى وَصَفَ نَفْسَهُ بِأَنَّهُ يَدْعو إلى
الجنَّة، قال تعالى: ﴿وَٱللَّهُ
يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ بِإِذۡنِهِۦۖ وَيُبَيِّنُ ءَايَٰتِهِۦ
لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ﴾
[البقرة: 221].
فاللهُ
سبحانه وتعالى يَدْعو عبَادَهُ؛ بِمَعنَى: يَطْلُبُ مِنْهُمْ وَيَأْمُرُهُمْ أن
يعملوا الأَعمَالَ الصَّالِحَةَ الَّتي تؤهِّلهم لدخول الجنَّة، ويَدْعوهم إلى
التَّوبة من الذُّّنوب والسَّيِّئات.
يَدْعو
إلى المَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ؛ أَيْ: بِشَرْعهِ ودِينِه سبحانه وتعالى: ﴿وَيُبَيِّنُ
ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ﴾
[البقرة: 221] يوضِّح لهم الآيَاتِ الَّتي أَنْزَلَهَا على رسولِه صلى الله عليه
وسلم والآيَاتِ الَّتي نَصَّبَهَا أدلَّةً على وَحْدَانِيَّتِهِ؛ ليتأمَّلوها،
فيتذكَّروا مِنْ هَذِهِ الآيَاتِ عظَمَةَ اللهِ سبحانه وتعالى وَوُجُوبَ
عبَادَتِهِ؛ فَيَرْجِعونَ إِلَيْهِ سبحانه وتعالى.
وَقَالَ
تَعالَى: ﴿يَدۡعُوكُمۡ لِيَغۡفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ
وَيُؤَخِّرَكُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ﴾
[إبراهيم: 10] اللهُ جل وعلا يَدْعوكُم ويَأْمُرُكُمْ - سبحانه - وَيَطْلُبُ منكم؛
لِيَغْفِرَ لكم مِنْ ذُنُوبِكُم، فهو لا يدعوكم لمصلحته هو، ولا لحاجته إليكم؛
لأنَّه غَنِيٌّ عن العالَمِينَ؛ وإنَّما يَدْعوكُم لمصلحتِكم؛ لِيَغْفِرَ لَكُمْ
من ذنوبكم، ويؤخِّرَكم إلى أَجَلٍ مسمًّى؛ فَمَصْلَحَةُ دعوتِه لكم، رَاجِعةٌ
إِلَيْكُم.
وهذا
مِنْ رَحْمَتِهِ سبحانه وتعالى بِكُمْ، وَإِحْسَانِهِ إِلَيْكُمْ؛ أَنَّهُ لا
يَتْرُكُكُمْ تَهْلَكُونَ وَتَضِيعونَ وَتَضِلُّون، بل إنَّه يَدْعُكُمْ،
وَيَأْمُرُكُمْ، وَيَنْهَاكُمْ، مِنْ أَجْلِ مَصَالِحِكُمْ: ﴿وَٱللَّهُ
يَدۡعُوٓاْ إِلَىٰ دَارِ ٱلسَّلَٰمِ﴾
[يونس: 25]؛ يَعنِي: الجَنَّةَ، ﴿وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ﴾ [يونس: 25] وَيَأْمُرُكُمْ وَيَطْلُبُ مِنْكُمْ أَنْ