تَعمَلُوا الأَعمَالَ الصَّالحة الَّتي تؤهِّلكم
لِدُخُولِ دار السَّلام؛ وهي الجنَّة، وينهاكم عن الأعمال الَّتي تُبْعدُكُمْ عن
هذه الدَّار وتُدْخِلُكُمْ في دار البَوَارِ؛ وهي جَهَنَّمُ.
فاللهُ
سبحانه وتعالى يَدْعوكُم، وهذا مِنْ رَحْمَتِهِ بِكُمْ؛ يَدْعوكُم وَهُوَ غَنِيٌّ
عنكم، وأنتم تُعرِضُونَ عنْهُ وَأَنْتُمْ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ، وَفُقَرَاءُ
إِلَيْهِ، لا تَسْتَغْنُونَ عنه طَرْفَةَ عيْنٍ.
والأنبياء
- عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ - أَرْسَلَهُمُ اللهُ لِدَعوَةِ الخَلْقِ؛ فَهُمْ
مِنْ أَوَّلِهِم إلى آخِرِهِمْ يَدْعونَ إِلَى الله عز وجل لِيَتُوبوا إليه،
وليرجعوا إليه؛ لأنَّ اللهَ خَلَقَ الخَلْقَ لعبادته، ولكنَّ الشَّياطين
تَجْتَالُهُم وتُخْرِجُهُم من عبادة الله إلى عبادة الطَّاغوت؛ ﴿ٱللَّهُ
وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۖ وَٱلَّذِينَ
كَفَرُوٓاْ أَوۡلِيَآؤُهُمُ ٱلطَّٰغُوتُ يُخۡرِجُونَهُم مِّنَ ٱلنُّورِ إِلَى ٱلظُّلُمَٰتِۗ
أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾
[البقرة: 257] والدَّعوَةُ إلى الله ضَروريَّةٌ لإصلاح المجتمعات، سَوَاءٌ كانت
هذه المجتمعات كَافِرَةً، أو كانت مؤمنة.
الكُلُّ
بِحَاجَةٍ إلى الدَّعوة إلى الله؛ فالكفَّارُ والمشركون يُدْعوْنَ إلى الدُّخول في
الإسلام، والخُرُوجِ مِنَ الكُفْرِ؛ الدُّخولُ في الإسلام الَّذي هو دِينُ الله
سبحانه وتعالى والخُرُوجُ مِنَ الكُفْرِ الَّذي هُوَ دِينُ الطَّاغُوتِ، والمُؤْمِنُونَ
يُدْعَوْنَ إلى الله؛ لِيَتُوبُوا من ذنوبهم، وَلِيَلْتَزِمُوا بالسُّنَّةِ؛
ليلتزموا بالعمل بالكتاب والسُّنَّة، وَيَجْتَنِبُوا المُحْدَثَاتِ الَّتي
تَصُدُّهُم عن الدِّينِ الحَقِّ.
فَهُمْ
يُدْعَوْنَ وَإِنْ كانوا مؤمنين؛ يُدْعوْنَ لِتَكْمِيلِ إيمانهم، وَتَحْقِيقِ
إيمانهم، وَحِمَايَةِ إِيمَانِهِمْ مِنَ الانْحِرَافِ والضَّلال.
فإنَّ
شَيَاطِينَ الإِنْسِ والجِنِّ لا تَغْفَلُ عن المؤمنين أبدًا، بل تُحَاوِلُ صَدَّ
المُؤْمِنِينَ عنْ دِينِ الله عز وجل فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِيعوا صدَّهم بالجُمْلَةِ
فإنَّهم