×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثالث

·        شروط الدعوة إلى الله:

أمَّا شُروطُ الدَّعوة:

مِنْ أَجْلِ أن تَكُونَ دَعوَةً صَحِيحَةً نافعة، وإذا فَقَدَتْ هذه الشُّروط أو بعضها فإنَّها تكون فاشلة، وَدَعوَةً لا تُجْدِي شيئًا، بل تَضُرُّ أَكْثَرَ ممَّا تنفع.

أوَّل هذه الشُّروط: الإخلاص لله عز وجل: بأن تكون نِيَّةُ الدَّاعي وَقَصْدُهُ وَجْهَ الله سبحانه وتعالى وَطَلَبَ الثَّواب من عنده، ويكون أيضًا مِنْ قَصْدِهِ النُّصْحُ للعباد، وَإِخْرَاجُهُمْ من الظُّلمات إلى النُّور، وَنَشْرُ العلم، وَنَشْرُ الخَيْرِ.

وَلِهَذَا فَإِنَّ كُلَّ الآيَاتِ الَّتِي جَاءَتْ فِي الدَّعوَةِ تَقُولُ: إلى اللهِ؛ فَتَكُونُ الدَّعوَةُ إلى الله، ولا تَكُونُ الدَّعوَةُ إلى أَشْيَاءَ أُخْرَى؛ قَالَ تَعالَى: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ [يوسف: 108]، ﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلٗا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ [فصلت: 33] قَالَ تَعالَى: ﴿وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ [آل عمران: 104]؛ فالدَّعوَةُ لا تَكُونُ صَحِيحَةً إِلاَّ إذا كانت خَالِصَةً لِوَجْهِ الله عز وجل لا يَقْصِدُ منها الدَّاعيَةُ رِيَاءً، ولا سُمْعةً، ولا يَقْصِدُ مِنْهَا الدَّاعيَةُ العصبيَّة لِمَذْهَبٍ، ولا العصبيَّة لِشَخْصٍ، إِلاَّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولا لِمَنْهَجٍ إِلاَّ مَنْهَجَ السَّلَفِ الصَّالِحِ.

لا يَكُونُ فِيهَا دَعوَةٌ إِلَى حِزْبِيَّةٍ ولا دَعوَةٌ إلى مذهبيَّة مُخَالِفَةٍ لِمَا عليه مَذْهَبُ السَّلَفِ الصَّالح، والرَّعيلِ الأوَّل مِنَ الصَّحابة والَّذين اتَّبَعوهم بِإِحْسَانٍ.

فَإِذَا كَانَ قَصْدُ الدَّاعيَةِ أَنْ يَنْشُرَ مَذْهَبًا مُعيَّنًا غَيْرَ مَذْهَبِ السَّلف، أو يدعو إلى شَخْصٍ معيَّن غَيْرِ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَأَنْ يَدْعو إلى صاحب طَرِيقَةٍ، أو إلى مَتْبُوع على غير الكتاب والسُّنَّة، أو يَدْعو إلى نَفْسِهِ؛ بأن


الشرح