×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثالث

قال الله سبحانه وتعالى لنبيِّه محمَّد صلى الله عليه وسلم: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ [محمد: 19] وقد تَرْجَمَ الإمَامُ البُخَارِيُّ رحمه الله تَرْجَمَةً قال فيها: «باب: العلم قبل القول والعمل»، وَسَاقَ هذه الآيَةَ الكَرِيمَةَ: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ [محمد: 19]؛ حيث بدأ الله سبحانه وتعالى بالعلم قبل القول والعمل. وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلۡعَصۡرِ ١إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ ٢إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ ٣ [العصر: 1- 3] فَرَتَّبَ السَّلامة مِنَ الخَسَارَةِ على مسائل أربع:

المسألة الأولى: الإيمان؛ ويعني: الاعتقاد الصَّحيح.

المسألة الثانية: العمل الصالح والأقوال الصَّالحة، وَعطَفَ الأعمال الصَّالحة على الإيمان من باب عطف الخَاصِّ على العامِّ؛ لأنَّ الأَعمَالَ دَاخِلَةٌ في الإيمان، وإنَّما عطَفَهَا عليه؛ اهتمامًا بها.

المسألة الثَّالثة: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ [العصر: 3]؛ يَعنِي: دَعوْا إلى الله، وَأَمَرُوا بالمعروف، وَنَهَوْا عن المنكر، لمَّا اعتنوا بأنفسهم أوَّلاً، وَعرَفُوا الطَّريقَ، دَعوْا غَيْرَهُم إلى ذلك؛ لأنَّ المُسْلِمَ مُكَلَّفٌ بِدَعوَةِ النَّاس إلى الله سبحانه وتعالى والأَمْرِ بالمَعرُوفِ، والنَّهْيِ عن المُنْكَرِ.

المسألة الرَّابعة: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ [العصر: 3] الصَّبْرِ على ما يُلاقُونَهُ في سبيل ذلك مِنَ التَّعبِ والمَشَقَّةِ، والصَّبرُ: حَبْسُ النَّفس على المشقَّة في سبيل الله.

فلا سَعادَةَ لِمُسْلِمٍ إِلاَّ إذا حَقَّقَ هذه المسائل الأربع.

أمَّا الاهْتِمَامُ بالثَّقافات العامَّة، والأمور الصَّحفيَّة، وأقوال النَّاس، وما يدور في العالَم، فإنَّما يطَّلع الإنسان عليها بعدما يتحصَّل على العلم


الشرح