×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثالث

ولا حزازات، ولا خصومات على مختلف العصور، فَمِنْ هنا يتبيَّن لنا ما هو الخِلافُ الَّذي يوجب العدَاوَةَ والبَغْضَاءَ بَيْنَ المسلمين، والخلاف الَّذي لا يوجب العدَاوَةَ والبَغْضَاءَ بَيْنَ المسلمين.

ولكن على كُلِّ حَالٍ المَدَارُ علَى الدَّلِيلِ؛ قال الله تعالى: ﴿وَمَا ٱخۡتَلَفۡتُمۡ فِيهِ مِن شَيۡءٖ فَحُكۡمُهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبِّي عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ [الشورى: 10] وقال تعالى: ﴿فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [النساء: 59] فَالعمَلُ علَى ما تَبَيَّنَ لنا دليله، أمَّا ما دام الدَّلِيلُ لم يَتَبَيَّنْ، وَكُلٌّ مِنَ المُجْتَهِدِينَ أَخَذَ باحتمال، فَكُلٌّ له حَظٌّ مِنَ النَّظَرِ، وبالله التوفيق.

·       الخروج على ولاة أمور المسلمين وحكم الأناشيد والتمثيل:

س 4: ما حكم الخروج على وُلاةِ أمور المسلمين؟ وما حكم الأناشيد والتَّمثيل؟

ج 4: لا يجوز الخروج على أئمَّة المسلمين، ولو جاروا، ولو ظلموا، ولو فسقوا، ما لم يكن منهم كُفْرٌ بَوَاحٌ فيه مِنَ الله سلطان، هذه سُنَّةُ الرَّسول صلى الله عليه وسلم وليس للخارجين على الإمام في هذه الأحوال حُجَّةٌ مِنْ كِتَابٍ، ولا سُنَّةٍ، بل الكتاب والسُّنَّةُ وإجماع المسلمين ضِدَّ هذا، وإنَّما يقول بهذا الخوارج، وَمَنْ ذَهَبَ مَذْهَبَهُمْ.

أمَّا قَضِيَّةُ الأناشيد والتَّمثيل، ومن قال: إنَّها غَيْرُ سائغة، وهل هي من الاجتهاد المحمود، أو هو من غير الاجتهاد؟

أولاً نبحث عن نسبة هذه الأناشيد والتَّمثيليَّات إلى الإسلام من أين جاءتنا؟ هل كانت في تاريخ الإسلام؟ وهل كانت عند المسلمين، أو أنَّها كانت وَافِدَةً جديدة وشعارات لجماعات مشبوهة؟ لو بحثنا في


الشرح