تَعۡتَدُواْ﴾
[المائدة: 2] وقال تعالى: ﴿وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنََٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ
عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُواْۘ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ﴾ [المائدة: 2] فالمسلم يَسْتَقِيمُ فِي قَوْلِهِ حتَّى مع
الأعداء؛ فلا يَقُولُ إِلاَّ ما يُوَافِقُ الحَقَّ، وكذلك يَسْتَقِيمُ في
الشَّهادة، فلا تَحْمِلُهُ الحَمِيَّةُ مَع قَرِيبِهِ إلى أن يَشْهَدَ لَهُ
بِغَيْرِ حَقٍّ، ولا تَحْمِلُهُ البَغْضَاءُ لِخَصْمِهِ إلى أن يَشْهَدَ علَيْهِ
بالباطل؛ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ كُونُواْ
قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ
عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8] وقال سبحانه وتعالى: ﴿۞يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰٓ
أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَۚ إِن يَكُنۡ غَنِيًّا أَوۡ
فَقِيرٗا فَٱللَّهُ أَوۡلَىٰ بِهِمَاۖ فَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلۡهَوَىٰٓ أَن تَعۡدِلُواْۚ
وَإِن تَلۡوُۥٓاْ أَوۡ تُعۡرِضُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ
خَبِيرٗا﴾ [النساء: 135].
فَيَجِبُ
علَى المُسْلِمِ أَنْ يَكُونَ مُسْتَقِيمًا في أَقْوَالِهِ مع أَعدَائِهِ، ومع
أَصْدِقَائِهِ؛ فلا يَجُورَ علَيْهِمْ بِالقَوْلِ والشَّهادة، ومع أصدقائه، فلا
يَحِيفَ مَعهُمْ بِغَيْرِ حَقٍّ، بل يَكُونُ مُعتَدِلاً في أَقْوَالِهِ، كما قال
جل وعلا: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا ٧٠يُصۡلِحۡ
لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا ٧١﴾
[الأحزاب: 70- 71] الاعتدال في كُلِّ شَيْءٍ، والاستقامة في كُلِّ شَيْءٍ - في
القَوْلِ، وَفِي الفِعلِ، وفي الاعتِقَادِ - أَمْرٌ وَاجِبٌ علَى كُلِّ مُسْلِمٍ.
·
وعد الله
لأهل الاستقامة والاعتدال:
وَمَنْ
لَزِمَ الاسْتِقَامَةَ وَلَزِمَ الاعتِدَالَ فِي جَمِيع أُمُورِهِ، فَإِنَّهُ
يَحْصُلُ علَى مَا وَعدَ اللهُ المُسْتَقِيمِينَ بِهِ؛ قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ﴾
[فصلت: 30]