ثانيًا: مِنْ أَنْوَاع الاستقامة:
الاستقامة في العبَادَةِ:
أنْ
نَعبُدَ اللهَ بِمَا شَرَعهُ لَنَا، كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).
·
وَمِنْ
أَنْوَاع الاستقامة في العبادة:
أن
لا يشدِّد الإِنْسَانُ في العبَادَةِ علَى نَفْسِهِ تَشْدِيدًا يكلِّفه ما يَشُقُّ
عليه، أو ما يُطِيقُهُ، ولا يتساهل في العبادة ويتكاسل عن العبادة ويُتْبِع
نَفْسَهُ هَوَاهَا، ويتمنَّى على الله الأماني؛ فالعبَادَةُ لا تَكُونُ عبَادَةً
صَحِيحَةً إِلاَّ إذا تَوَفَّرَ فِيهَا شَرْطَانِ:
الشَّرط
الأوَّل: الإخلاص لوجه الله عز وجل، بِحَيْثُ لا يكون فيها
شَائِبَةُ شِرْكٍ، أو قَصْدٍ لِغَيْرِ الله عز وجل.
والشَّرط
الثَّاني: أن تكون صَوَابًا علَى سُنَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم،
كَمَا قَالَ تَعالَى: ﴿ٱلَّذِي
خَلَقَ ٱلۡمَوۡتَ وَٱلۡحَيَوٰةَ لِيَبۡلُوَكُمۡ أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ﴾ [الملك: 2].
قَالَ
الفُضَيْلُ بْنُ عيَاضٍ رحمه الله في هذه الآيَةِ: ﴿أَيُّكُمۡ أَحۡسَنُ عَمَلٗاۚ﴾
[الملك: 2] أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ؛ قَالُوا: يا أَبَا علِيٍّ ما أَخْلَصُهُ
وَأَصْوَبُهُ؟ قال: أَخْلَصُهُ أَنْ يَكُونَ خَالِصًا لِوَجْهِ الله، وَأَصْوَبُهُ
أن يَكُونَ صَوَابًا على سُنَّةِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم.
فإنَّ العمَلَ إذا كان خالصًا، ولم يكن صوابًا لم يُقْبَلْ، وإن كان صوابًا، ولم يَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ حتَّى يَكُونَ خَالِصًا صوابًا؛ فالاسْتِقَامَةُ فِي العبَادَةِ هِيَ أن تَكُونَ مُؤَسَّسَةً على هَذَيْنِ الشَّرْطَيْنِ: الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم كما في قوله تعالى: ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).