×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثالث

 وَأَهْلُ العلم هم أَهْلُ القَوْلِ في الدُّنيا والآخرة؛ قَالَ تَعالَى: ﴿وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقۡسِمُ ٱلۡمُجۡرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيۡرَ سَاعَةٖۚ كَذَٰلِكَ كَانُواْ يُؤۡفَكُونَ ٥٥وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَٱلۡإِيمَٰنَ لَقَدۡ لَبِثۡتُمۡ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡبَعۡثِۖ فَهَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡبَعۡثِ وَلَٰكِنَّكُمۡ كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ٥٦ [الروم: 55- 56].

وكذلك الله سبحانه وتعالى أَمَرَ بالرٌُّجُوع إلى أهل العلم وأهل الفقه عند المشكلات وسؤالهم؛ لأنَّهم هم الَّذين يعرفون أحكام الله على الحقيقة، ولا يتخرَّصون، وإنَّما يقولون بما يعلمونه من كتاب الله وسُنَّةِ رسوله؛ قال تعالى: ﴿فَسۡ‍َٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [النحل: 43].

وَأَهْلُ العلم أيضًا هم أَهْلُ الثَّبَاتِ عنْدَ فِتَنِ الشَّهَوَاتِ، أو الشُّبُهَاتِ. ولهذا لَمَّا انْخَدَع قَوْمُ قَارُونَ بِزِينَتِهِ، واغترُّوا به، وتمنُّوا أن يكونوا مِثْلَهُ، أَنْكَرَ ذَلِكَ عليهم أَهْلُ العلم؛ قال تعالى: ﴿فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوۡمِهِۦ فِي زِينَتِهِۦۖ قَالَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا يَٰلَيۡتَ لَنَا مِثۡلَ مَآ أُوتِيَ قَٰرُونُ إِنَّهُۥ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٖ ٧٩وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ وَيۡلَكُمۡ ثَوَابُ ٱللَّهِ خَيۡرٞ لِّمَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗاۚ وَلَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ٱلصَّٰبِرُونَ ٨٠ [القصص: 79- 80].

هَذَا مَوْقِفٌ عظِيمٌ، فَمَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ؟ أَنْ أَدْرَكَ هَؤُلاءِ الَّذِينَ تَمَنَّوا مَكَانَةَ قَارُونَ؛ أَدْرَكُوا خَطَأَهُمْ عمَّا قَرِيبٍ، وَعرَفُوا قَدْرَ كَلِمَةِ العلماء؛ قَالَ تَعالَى: ﴿فَخَسَفۡنَا بِهِۦ وَبِدَارِهِ ٱلۡأَرۡضَ فَمَا كَانَ لَهُۥ مِن فِئَةٖ يَنصُرُونَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُنتَصِرِينَ ٨١وَأَصۡبَحَ ٱلَّذِينَ تَمَنَّوۡاْ مَكَانَهُۥ بِٱلۡأَمۡسِ يَقُولُونَ وَيۡكَأَنَّ ٱللَّهَ يَبۡسُطُ ٱلرِّزۡقَ لِمَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦ وَيَقۡدِرُۖ لَوۡلَآ أَن مَّنَّ ٱللَّهُ عَلَيۡنَا لَخَسَفَ بِنَاۖ وَيۡكَأَنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلۡكَٰفِرُونَ ٨٢ [القصص: 81- 82].

وَكَذَلِكَ مَوْقِفُ أَهْلِ العلْمِ فِي كلِّ مُشْكِلَةٍ؛ لا يَنْخَدِعونَ بالمَظَاهِرِ والأَمْوَالِ والجَاهِ والأُبهة؛ لأنَّهم ينظرون بنور الله عز وجل حيث قال: 


الشرح