×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثالث

 يَأْكُلُ أَمْوَالَ النَّاس بالباطل، يُدْخِلُ عليهم الأمور؛ فالسَّاحِرُ مُفْسِدٌ بِكُلِّ مَعنَى الكلمة، وفي سورة الفلق: ﴿قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ ١مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ٢وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ٣وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ ٤وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ٥ [الفلق: 1- 5]؛ النَّفَّاثات: السَّوَاحِرُ. والنَّفْثُ: هو النَّفْخُ بِشَيْءٍ مِنَ الرِّيقِ.

وَذَلِكَ أَنَّ السَّاحِرَ يَنْفُثُ وَيَقْرَأُ شَيْئًا مِنَ التَّعوِيذَاتِ الشَّيْطَانِيَّةِ، وَيَسْتَعينُ بالشَّيَاطِينِ والمَرَدَةِ، وَيَنْفُثُ، وَيَعقِدُ الخُيُوطَ، وَيَنْفُثُ فِيهَا، فَيَحْصُلُ السِّحْرُ بِهَذِهِ العمَلِيَّةِ؛ لا أَنَّ الخُيُوطَ وَأَنَّ العُقَدَ هِيَ الَّتِي فَعلَتْ هَذَا، وَإِنَّمَا لأنَّه اسْتَعانَ بالشَّيَاطِينِ، وَأَشْرَكَ بالله عز وجل وَاسْتَغَاثَ بالشَّياطين في نَفْثِهِ، وفي قراءته بِأَسْمَائِهِمْ، ومناداته لهم.

لَكِنِ المُغَفَّلُ لا يَدْرِي مَاذَا يَعمَلُونَ؛ يَحْسَبُ أَنَّ ذَلِكَ مُجَرَّدُ خُيُوطٍ تُعقَدُ، وَيَظُنُّ أَنَّ هَذَا النَّفْثَ مِنَ القُرْآَنِ وَيَقُولُ: إنَّه يَقْرَأُ القُرْآَنَ، وَهُوَ، إنَّما يقرأ كلام الشَّيْطَانِ، ولا يَقْرَأُ كلام الرحمن.

هذه كَلِمَاتٌ عنْدَهُمْ يَعرِفُونها، وَرُمُوزٌ يَعرِفُونَهَا، لَيْسَتْ مِنَ الوَحْيِ المُنَزَّلِ، وإنَّمَا هِيَ مِنْ وَحْيِ الشَّيْطَانِ، فيغرَّر بالجهَّال، فيظنُّون أنَّه مِنَ الرُّقْية الشَّرعيَّة؛ يَقُولُون، يقرأ، وَيَنْفُثُ، وَهَذَا ليس بصحيح، وإنَّما هذه تَوْرِيَةٌ.

·       أما أدلة السنة:

فقد عدَّ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم السِّحْرَ مِنَ المُوبِقَاتِ؛ يَعنِي: المُهْلِكَات؛ قال صلى الله عليه وسلم: «اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا


الشرح