معنى هذا: أنَّك تُعلِّقُ بالله عز وجل
قَلْبَكَ؛ لا تَلْتَفِتُ إلى غَيْرِ الله سبحانه وتعالى وَإِذَا تَعلَّقَ قَلْبُكَ
بِاللهِ، مَلَأَهُ اللهُ غِنىً وَنُورًا وَإِيمَانًا.
أمَّا
إذا أَعرَضَ قَلْبُكَ عنِ اللهِ، أَظْلَمَ وَقَسَا وَانْقَطَع عنِ الله جل وعلا
فلا يُسْتَجَابُ لَكَ دُعاءٌ، وَلا يُرْفَع لَكَ عمَلٌ، وَحِينَئِذٍ تَكُونُ مِنَ
الخَاسِرِينَ.
هذا
هو المَقْصُودُ مِنَ العبَادَةِ؛ فَأَنْتَ إِذَا تَرَكْتَ العبَادَةَ، ضَيَّعتَ
نَفْسَكَ، وَإِلاَّ فَاللهُ غَنِيٌّ عنْ عبَادَتِكَ؛ لا يُنْقَصُ مِنْ مُلْكِهِ
شَيْءٌ سبحانه وتعالى وَلَهُ عبَادٌ غَيْرُكَ يَعبُدُونَ لا يَفْتُرُونَ؛ فَاللهُ
جل وعلا غَنِيٌّ عنْكَ، لكن أنت الَّذي ضَيَّعتَ نَفْسَكَ مع الله جل وعلا
فَانْتَبِهْ لِنَفْسِكَ.
قال
تعالى: ﴿وَمَا
خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ ٥٦مَآ أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ
وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ ٥٧إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ
٥٨﴾ [الذاريات: 56- 58]. هَذَا
يُبَيِّنُ لَنَا أَنَّ العبَادَ هُمُ المحتاجون للعبَادَةِ، وأمَّا الله جل وعلا
فَلَيْسَ بِحَاجَةٍ إِلَى العبَادَةِ، ولكنَّه أَمَرَهُمْ بِهَا لِمَصْلَحَتِهِمْ؛
فاللهُ إِنَّمَا يَأْمُرُنَا لِمَصْلَحَتِنَا، وَيَنْهَانَا لِمَصْلَحَتِنَا.
قال
تعالى: ﴿مَآ
أُرِيدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقٖ وَمَآ أُرِيدُ أَن يُطۡعِمُونِ ٥٧إِنَّ ٱللَّهَ
هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِينُ ٥٨﴾
[الذاريات: 57- 58] مَا أَحَدٌ يَرْزُقُ غَيْرُ الله سبحانه وتعالى. ﴿أَمَّنۡ هَٰذَا
ٱلَّذِي يَرۡزُقُكُمۡ إِنۡ أَمۡسَكَ رِزۡقَهُۥۚ﴾
[الملك: 21]؛ لَوْ أَنَّ اللهَ مَنَع الرِّزْقَ، مَنِ الَّذِي يَرْزُقُكَ؟
·
تعريف
العبادة:
العبَادَةُ
في اللُّغَةِ: الذُّلٌُّ والخُضُوع؛ أَيْ: ذُلٌّ للهِ، وَخُضُوع لَهُ، مَع
المَحَبَّةِ وَالإِجْلالِ؛ لأنَّ العبَادَةَ غَايَةُ الذُّلِّ مَع غَايَةِ الحُبِّ
لله جل وعلا.
وَبِتَعرِيفٍ
أَشْمَلَ وَأَوْسَع، العبَادَةُ اسْمٌ جَامِع لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ
وَيَرْضَاهُ مِنَ الأَعمَالِ وَالأَقْوَالِ الظَّاهِرَةِ والبَاطِنَةِ؛ سَوَاءٌ
كَانَتِ اعتِقَادِيَّةً أَوْ قَوْلِيَّةً أَوْ فِعلِيَّةً.