×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثالث

والخَلْوَةُ محرَّمة؛ سواء كانت في المنزل أو في السَّيَّارة أو في أيِّ مكان. هذا ممَّا يَجِبُ أن تحذر منه المَرْأَةُ المُسْلِمَةُ، خُصُوصًا في وَقْتِنَا هَذَا الَّذي كَثُرَ فيه خُرُوجُ النِّسَاءِ لأعمالهنَّ، أو للأسواق، أو لزيارة أقاربهنَّ، أو غير ذلك.

وكذلك على المرأة المسلمة أن لا تُكْثِرَ من الخروج من البيت إِلاَّ لأَجْلِ حاجة لا تَنْقَضِي إِلاَّ بخروجها، ولكن تخرج مُتَسَتِّرَةً، وَغَيْرَ مُتَطَيِّبَةٍ؛ لأنَّهَا إذا خرجت متطيِّبة، فإنَّ ذلك سَبَبٌ لوقوع الشَّرِّ، وَجَلْبِ الأَنْظَارِ إِلَيْهَا، وَنَظَرِ الرِّجال إليها، ومتابعتهم لها.

فَمَهْمَا أَمْكَنَ أن تبقى المَرْأَةُ في بَيْتِهَا، فَهَذَا أَحْفَظُ لها؛ قال الله سبحانه وتعالى لِنِسَاءِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُنَّ القُدْوَةُ: ﴿وَقَرۡنَ فِي بُيُوتِكُنَّ [الأحزاب: 33] قَرْنَ يعني: مِنَ القَرَارِ، وهو البَقَاءُ وَعدَمُ الخروج؛ لأنَّ ذلك أحفظ للمرأة.

فََمَهْمَا بَقِيَتْ في بَيْتِهَا، فَهَذَا أَحْسَنُ لها، وإذا اقْتَضَتِ الحاجة أَنْ تَخْرُجَ، فإنَّهَا تَخْرُجُ، ولكن مع التَّسَتُّرِ.

حتَّى إنَّ الله سبحانه وتعالى يُحِبُّ مِنَ المَرْأَةِ أن تُصَلِّيَ فِي بَيْتِهَا، ولا تخرج للصَّلاة في المسجد، مَع أَنَّ المَسْجِدَ بَيْتٌ لِلعبَادَةِ، وَبَيْتٌ للطَّهَارَةِ، ولكن خُرُوجُهَا عرْضَةٌ للشَّرِّ، ولذلك صَلاةُ المَرْأَةِ في بيتها أَفْضَلُ من صلاتها في المسجد؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ» ([1])، أي: صَلاتُهُنَّ في بيوتهنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ مِنَ الصَّلاة في المساجد، وقال: «وَلْيَخْرُجْنَ تَفِلاَتٍ» ([2])؛ يَعنِي: غَيْرَ متزيِّنات، وَغَيْرَ متطيِّبات.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (567)، وأحمد رقم (5468)، وابن خزيمة رقم (1684).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (565)، والدارمي رقم (1315)، وأحمد رقم (9645).