وقد ابْتُلِيَ كَثِيرٌ من النِّساء بالخروج، لا
لشيء إِلاَّ للتِّجْوَالِ في الأسواق متزيِّنات متطيِّبات يَكْشِفْنَ
وُجُوهَهُنَّ، إذا دَخَلْنَ في المكتبات التِّجاريَّة، أو دَخَلْنَ في المعرض،
تَكْشِفُ إِحْدَاهُنَّ وَجْهَهَا عنْدَ العمَّالِ، وَعنْدَ البَاعةِ، كأنَّهم مِنْ
مَحَارِمِهَا، وَتَتْبَسِطُ مَعهُمْ في القَوْلِ، وَتُمَازِحُهُمْ،
وَتُضَاحِكُهُمْ. أَيْنَ الحَيَاءُ يَا نِسَاءَ المُسْلِمِين؟! أما تتَّقين الله
سبحانه وتعالى.
كذلك
يَجِبُ على المرأة إذا أرادت الخروج أَنْ تَلْبَسَ الثِّيَابَ السَّاتِرَةَ
الكَافِيَةَ الَّتي ليس فيها زينة؛ الثِّيَابَ الكافية على جَمِيع الجِسْمِ،
الوَاسِعةِ الَّتِي لا تَلْتَصِقُ بالجِسْمِ أو تُبَيِّنُ الأعضاء؛ فَثَوْبُ
المرأة لا بُدَّ فيه مِنْ مُوَاصَفَاتٍ:
الأوَّل:
أن يكون واسعا، لا ضَيِّقًا.
الثَّانية:
أن يَكُونَ كَافِيًا على جَمِيع جِسْمِهَا؛ فلا يَبْقَى شَيْءٌ مِنْ جِسْمِهَا
يَظْهَرُ؛ لا الكَفَّانِ، ولا القَدَمَانِ، ولا شَيْءٌ مِنَ الوَجْهِ؛ يَكُونُ
سَاتِرًا لجميع جِسْمِهَا.
الثَّالثة:
أن لا يكون فيه زِينَةٌ؛ بأن يكون ثوبًا عاديًّا ليس فيه زينة تَجْلِبُ الأنظار
إليها.
وَلْتَحْذَرِ المَرْأَةُ المسلمة ممَّا أَخْبَرَ عنه الرَّسول صلى الله عليه وسلم حيث قال صلى الله عليه وسلم: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مُمِيلاَتٌ مَائِلاَتٌ، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ المَائِلَةِ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا» ([1]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2128).