فَقَوْلُهُ: «نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ» يَعنِي: لابِسَاتٌ للثِّيَابِ، لكن
هذه الثِّياب لا تَسْتُرُ؛ إمَّا لأنَّها قصيرة لا تَكْفِي على بَدَنِهَا، بَلْ
تَخْرُجُ كَفَّاهَا، أو ذِرَاعاهَا؛ يَخْرُجُ قَدَمَاهَا، أو سَاقُهَا.
فَعلَيْهَا
اللِّبَاسُ لكنَّه غَيْرُ سَاتِرٍ، أو تَلْبَسُ لِبَاسًا ضافيًا لَكِنَّهُ
شَفَّافٌ لا يَسْتُرُ مَا وَرَاءَهُ؛ مِثْلَ مَا يَحْصُلُ في البلاد الَّتي لا
تَلْتَزِمُ بآداب الإسلام؛ فسرى هذا إلى بعض نِسَائِنَا في هذه البلاد إِلاَّ مَنْ
رَحِمَ اللهُ عز وجل.
فَهَذِهِ
مِنَ العوَائِدِ الجاهليَّة؛ يَقُولُ اللهُ جل وعلا: ﴿وَلَا تَبَرَّجۡنَ تَبَرُّجَ ٱلۡجَٰهِلِيَّةِ ٱلۡأُولَىٰۖ﴾ [الأحزاب: 33]. والتَّبَرُّجُ هو: الظُّهُورُ؛ ظُهُورُ
المَرْأَةِ بالزِّينَةِ أَمَامَ الرِّجَالِ. هذا هو التَّبَرُّجُ.
فالمَطْلُوبُ
مِنَ المرأة إذا خرجت أن تَخْرُجَ غَيْرَ مُتَبَرِّجَةٍ، حتَّى إنَّ اللهَ سبحانه
وتعالى نَهَى كَبِيرَاتِ السِّنِّ القواعد عن التَّبَرُّجِ فقال: ﴿وَٱلۡقَوَٰعِدُ
مِنَ ٱلنِّسَآءِ ٱلَّٰتِي لَا يَرۡجُونَ نِكَاحٗا فَلَيۡسَ عَلَيۡهِنَّ جُنَاحٌ
أَن يَضَعۡنَ ثِيَابَهُنَّ غَيۡرَ مُتَبَرِّجَٰتِۢ بِزِينَةٖۖ﴾ [النور: 60] فإذا كَانَتِ الكَبِيرَةُ مِنَ القَوَاعدِ
اللاَّتِي لا يُطْمَع في نكاحها لِكِبَرِهَا مَنْهِيَّةً عن التَّبَرُّجِ
بالزِّينة، فكيف بالشَّابَّة؟! فكيف بالجميلة؟! وكيف بالمرأة الَّتي يُطْمَع
فيها؟! كيف تتبرَّج؟! هذا من أمور الجاهليَّة.
فعلى
المرأة الَّتي تخاف الله والدَّار الآخرة أن تتجنَّب ما يفعله كَثِيرٌ من
النِّسَاءِ اليوم من التَّسَاهُلِ في الحجاب، ومن التَّسَاهُلِ في لباس الزِّينة
عند الخروج، ومن التَّسَاهُلِ في التَّطَيُّبِ عند الخروج، وَمُخَالَطَةِ
الرِّجال، والمُمَازَحَة معهم.
والله
تعالى يقول لِنِسَاءِ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي
قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ وَقُلۡنَ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا﴾
[الأحزاب: 32] إذا احتاجت المَرْأَةُ إلى مُخَاطَبَةِ