تعالى: ﴿قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ إِن يَنتَهُواْ يُغۡفَرۡ
لَهُم مَّا قَدۡ سَلَفَ وَإِن يَعُودُواْ فَقَدۡ مَضَتۡ سُنَّتُ ٱلۡأَوَّلِينَ﴾ [الأنفال: 38].
وهذا
مَعنَى قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم في الرُّءوس الجُهَّالِ الَّذين يَخْلُفُونَ
العلماء في آخِرِ الزَّمان يقول: «فَأَفْتَوْا
بِغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» ([1]).
ضَلُّوا
في فَتْوَاهُم، وَأَضَلُّوا غيرهم والعياذ بالله، وهذا ما نَخْشَاهُ؛ إذا حصل
الانفصام بين الأمَّة وبين علمائها، بين الشباب وبين العلماء حصل الشَّرُّ،
وَتَمَكَّنَ الشَّيْطَانُ من إغواء بني آدم، أمَّا إذا حَصَلَ الارتباط بأهل
العلم، وسؤال أهل العلم، فإنَّ هذا سبيل النَّجاة وعلامة الخير بهذه الأمة.
·
الإقبال
على طلب العلم من أهله من العلماء:
كم
يُحَاوِلُ أَعدَاءُ الإسلام وكم يحاول شياطين الإنس والجِنِّ أن يفصلوا بين
الأمَّة وبين علمائها، وأن يوقعوا العدَاوَةَ بينهم من أجل أن يتمكَّن الأَشْرَارُ
مِنْ قِيَادَةِ الأُمَّةِ إلى الهلاك.
فَلْنَحْذَرْ
من هذا، وَنُقْبِلْ على طلب العلم مِنْ أَهْلِهِ مِنَ العلماء، ونسأل أهل العلم
إذا أَشْكَلَ علَيْنَا شَيْءٌ في أمور دِينِنَا وَأُمُورِ دُنْيَانَا؛ نَسْأَلُ
أَهْلَ العلم، أَهْلَ البَصِيرَةِ الَّذِينَ يتكلَّمون عن علْمٍ، ويُفْتُونَ عن
الدَّليل.
هؤلاء المرجع وهؤلاء هم القدوة وهؤلاء هم الدعاة إلى الخير، لا نزهد فيهم؛ لأنَّه في هذا الوقت كثر القيل والقال والوقيعة بين أهل العلم وبين الناس، وبين العوامِّ وبين طلبة العلم، وصاروا يتكلَّمون في
([1]) أخرجه: البخاري رقم (100)، ومسلم رقم (2673).