لا يُخَلَّدُ فيها ما دَامَ أنَّ فِرْقَتَهُ لم
تُخْرِجْهُ عن الإيمان، لكن عليه وعيدٌ شديدٌ.
وَلا
يَنْجُو عن هذا الوعيد إلاَّ طائفة واحدة مِنْ ثَلاَثٍ وَسَبْعينَ، وهي الفرقة
النَّاجية؛ «مَنْ كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا
أَنَا عَلَيْهِ» ([1])
الرَّسول صلى الله عليه وسلم وَأَصْحَابه؛ وهو: كتاب الله وسنَّة رسول الله صلى
الله عليه وسلم والمنهج السَّليم، والمحجَّة البيضاء.
هذا
هو ما كان عليه الرَّسول صلى الله عليه وسلم ولهذا قال تعالى: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ
ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم
بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ﴾
[التوبة: 100] قال: ﴿وَٱلَّذِينَ
ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ﴾
[التوبة: 100] فدلَّ هذا على أنَّه مَطْلُوبٌ مِنْ آَخِرِ هذه الأمَّة أن يتَّبعوا
مَنْهَجَ السَّابقين الأوَّلين مِنَ المهاجرين والأنصار، الَّذي هو منهج الرَّسول
صلى الله عليه وسلم وما جاء به الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
أمَّا
من خالف منهج السَّابقين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار، فَإِنَّهُ يَكُونُ من
الضَّالِّين؛ قال سبحانه: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ
أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ
وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا ٦٩ذَٰلِكَ ٱلۡفَضۡلُ مِنَ ٱللَّهِۚ
وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ عَلِيمٗا ٧٠﴾
[النساء: 69- 70].
فمن أَطَاع الله وأطاع الرَّسول في أيِّ زمان ومكان، سواء كان في وقت الرَّسول صلى الله عليه وسلم أو آخر مسلم في الدُّنيا؛ إذا كان على طاعة الله ورسوله، فإنَّه يكون مع الفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ؛ ﴿مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾ [النساء: 69]
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2641).