فلا دِينَ بَعدَ بَعثَةِ محمَّد صلى الله عليه
وسلم غَيْرُ الإسلام، وَمَنِ ابتغى غيره من الأديان، فإنَّه لن يُقْبَلَ منه،
وَيَكُونُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ الخاسرين﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن
يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]؛ ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الفاتحة: 7]؛ وَهُمْ كُلُّ مَنْ عنده علمٌ ولم يعمل
به؛ مِنَ اليَهُودِ وغيرهم من ضلاَّل العلماء، الَّذين عرفوا الحقَّ وتركوه؛
تَبَعا لأهوائهم، وَأَغْرَاضِهِم، ومنافعهم الشَّخصيَّة.
يَعرِفُونَ
الحَقَّ الَّذي جاء به الرَّسول صلى الله عليه وسلم ولكنَّهم لا يتَّبعونه، بل
يتَّبعون أهواءهم، ورغباتهم، وما تُمْلِيهِ عليهم عواطفهم، أو انتماءاتهم
المذهبيَّة أو غير ذلك.
هؤلاء
يُعدُّونَ مِنَ المغضوب عليهم؛ لأنَّهم عصوا الله على بصيرة، فَغَضِبَ اللهُ
عليهم.
﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾
[الفاتحة: 7]: وهم الَّذين يعملون بغير علم، ويجتهدون في العبادة، لكنَّهم على غير
طريق الرَّسول صلى الله عليه وسلم كالمبتدعة والمخرِّفين الَّذين يجتهدون في
العبادة، والزُّهد، والصَّلاة، والصِّيام، وإحداث عبادات ما أنزل الله بها مِنْ
سُلْطَانٍ، وَيُتْبِعونَ أنفسهم بأشياء لم يأت بها الرَّسول صلى الله عليه وسلم.
هؤلاء
ضَالُّونَ، عمَلُهُم مردودٌ علَيْهِم، كما قال الرَّسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ
أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).
هؤلاء هم (الضَّالُّون) ومنهم النَّصاريُّ، وَكُلُّ مَنْ عبَدَ اللهَ علَى جَهْلٍ وَضَلالٍ، وإن كانت نِيَّتُهُ حَسَنَةً، وَمَقْصِدُهُ طَيِّبًا؛ لأنَّ العبرة ليست بالمقاصد فقط، بل العبرة بالاتِّباع.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).